في تطور لافت يُلقي الضوء على ما كان يُعد من أكثر العلاقات غموضًا في الوسط الفني، انفجر الخلاف الذي ظل صامتًا لسنوات بين الإعلامية بوسي شلبي وأبناء الفنان الراحل محمود عبد العزيز، بعد أن أصدرت عائلة الراحل بيانًا رسميًا، للمرة الأولى منذ وفاته، يعلن بشكل قاطع أن الزواج الذي جمع والدهم ببوسي شلبي انتهى بالطلاق بعد شهرين ونصف عام 1998، دون أن تتم أي مراجعة شرعية بعده، مؤكدين أن العلاقة التي استمرت بينهما لاحقًا لم تكن علاقة زوجية، بل علاقة عمل فقط.
القصة بدأت منذ نحو 3 عقود، حين كانت بوسي شلبي صديقة مقربة من الأسرة، وظهرت داخل الدائرة المقربة للفنان الراحل محمود عبد العزيز في التسعينات، وقتما كان لا يزال متزوجًا من زوجته الأولى جيجي زويد، والدة ابنيه محمد وكريم. ومع الوقت، تطورت العلاقة، وتزوج من بوسي التي كانت تقترب من سنّ أبنائه لكن تمّ الطلاق بعد أقل من ثلاثة أشهر، وتحديدًا بعد شهرين ونصف فقط من عقد القران، كما تؤكد المستندات الرسمية وأعلن وقتها في الإعلام.
لكن الانفصال الذي لم يستمرّ طويلاً، عاد مجدداً بزواجهم وقصة حبّ تواصلت على مدار أكثر من 17 عاماً وظلّت بوسي ملازمة له لسنوات طويلة حتى وفاته في نوفمبر 2016، حيث ظهرت معه في كل المناسبات، وسافرت معه إلى مهرجانات فنية، وكانت موجودة في كافة اللقاءات الرسمية والعائلية، وكانت زوجته بشهادة أصدقائه المقربين وهي نفس الصفة التي ظلّت تدون في بطاقتها الشخصية.
وعلى مدار تلك السنوات، لم تكن العلاقة بين بوسي وابني الفنّان، محمد وكريم، على ما يرام، بحسب ما كان يتداول في الكواليس خصوصاً بعد رحيله عقب صراع مع المرض لازمته خلال بوسي شلبي في المستشفى داخل وخارج مصر، إلا أنّ أي خلافات معلنة لم تظهر للعلن، وبقيت العلاقة بعيدة عن الأضواء، رغم ما تردد وقتها عن طردهم لها من الفيلا التي كانت تقيم فيها مع والدهم.
لكنّ المشهد تغيّر فجأة في فبراير الماضي بعد 9 سنوات من رحيل الممثل المصري، حين ترددت أنباء على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، تقول إن بوسي شلبي، أثناء تجديد بطاقتها الشخصية، فوجئت بأنها مسجّلة في الأوراق الرسميّة كمطلقة، لا كأرملة، وهو ما أثار حالة من الجدل، خاصة وأنها كانت تظهر دائمًا كزوجة للفنان الراحل، ورافقت جنازته، وأدلت بتصريحات عن لحظاته الأخيرة بصفتها شريكة حياته حتى النهاية وتلقت العزاء في رحيله.

بوسي خرجت عن صمتها وقتها، وقالت في تصريحات صحفية إنها قامت بتجديد بطاقتها الشخصية في عام 2021، وكانت حالتها الاجتماعية فيها “أرملة”، مشيرة إلى أن ما حدث لاحقًا – بتغيير صفتها إلى مطلقة – هو نتيجة وجود نزاع على قطعة أرض ضمن ميراث الفنان الراحل، وأن هناك من تعمّد التلاعب في الأوراق الرسمية لتقليص نصيبها الشرعي.
وصرّحت بأنّها تقدّمت ببلاغ رسميّ تتهم فيه أطرافًا بتزوير وثيقة الطلاق، وأن التحقيقات لا تزال جارية حتى الآن.
في المقابل، التزمت عائلة الفنان الراحل الصمت لفترة طويلة، وفضّلت ألا تدخل في أي سجال إعلامي، لكن هذا الصمت انتهى رسميًا اليوم، بعد أن نشر الفنان كريم محمود عبد العزيز بيانًا مطولًا على حسابه الرسمي بموقع “إنستجرام”، وصف فيه ما يتم تداوله من معلومات حول ميراث والده بـ”الافتراءات والأكاذيب”، مشيرًا إلى أن هناك من أقام دعاوى وبلاغات تتضمن اتهامات لا أساس لها من الصحة، من بينها ادعاءات بوجود مراجعة للزواج بعد الطلاق، وأخرى تزعم وجود تزوير في وثيقة الطلاق نفسها.
البيان أكد أن جميع البلاغات المقدمة في هذا الشأن تم حفظها في كل درجات التقاضي، وأن السيدة المعنيّة – دون ذكر اسمها – تمّ طلاقها من الفنان محمود عبد العزيز بعد زواج دام شهرين ونصف فقط، وأنه لم يراجعها بعد الطلاق، مشددًا على أن ما كان يربطهما بعد ذلك هو علاقة عمل لا أكثر، حيث كانت تتولى ترتيب مشاركاته في بعض الفعاليات الفنية والمهرجانات.
ما جاء في البيان يُعد المرة الأولى التي يتم فيها الإفصاح بشكل رسمي وعلني من العائلة عن انتهاء الزواج وعدم وجود أي رابطة زوجية بعد عام 1998. وهو ما يتعارض تمامًا مع ما أكدته بوسي شلبي مرارًا، سواء في تصريحاتها، أو من خلال الظهور العلني طويل الأمد بجوار الفنان الراحل، ما يضع الجمهور أمام روايتين متناقضتين: الأولى تقول إن العلاقة الزوجية استُكملت فعليًا بعد الطلاق واستمرت حتى الوفاة، والثانية – وفق بيان الأسرة – تؤكد أن العلاقة كانت مقتصرة على العمل الأمر الذي لا يتوافق مع مختلف ما جرى رصده إعلامياً على مدار سنوات.
وأصدرت بوسي شلبي بياناً ردت فيه على ما ذكره أبناء الراحل محمود عبد العزيز مؤكدة أنها كانت زوجته شرعاً وقانوناً، لافتة إلى أن الدعاوى القضائية لم تحسم بعد والمستشار القانوني الخاص بها هو المسؤول المعني بالرد على كل ما يثار بشأنها.