حافظت الجزائر على موقعها في صدارة قائمة أكبر مصدري الغاز إلى إسبانيا خلال عام 2024، متقدمة على الولايات المتحدة وروسيا، ما يعكس الأهمية الاستراتيجية لدورها في السوق الأوروبية للطاقة.
تصدّر الجزائر بنسبة 38.5% في 2024
أظهرت بيانات رسمية أن الجزائر صدّرت 131.2 تيراواط/ساعة من الغاز إلى إسبانيا، وهو ما يعادل 38.5% من إجمالي الواردات الإسبانية في عام 2024. وارتفعت الكمية مقارنة بـ116.3 تيراواط/ساعة في عام 2023.
توزعت الصادرات على 105.9 تيراواط/ساعة عبر الأنابيب، و25.3 تيراواط/ساعة من الغاز المسال، في وقت شهدت فيه واردات إسبانيا تراجعاً سنوياً بنسبة 14.7%، لتبلغ 339.4 تيراواط/ساعة.
تراجع الولايات المتحدة وروسيا ضمن أكبر مصدري الغاز إلى إسبانيا
احتلت روسيا المرتبة الثانية بنسبة 21.3% بإجمالي 72.0 تيراواط/ساعة من الغاز المسال، متقدمة على الولايات المتحدة التي جاءت ثالثة بنسبة 16.6% و55.4 تيراواط/ساعة. وكانت واشنطن قد تصدرت القائمة في 2022 بـ128.8 تيراواط/ساعة.
وأظهرت شركة “إناغاس” الإسبانية أن الجزائر زودت إسبانيا بـ107.744 غيغاواط/ساعة بين يناير وأكتوبر 2024، موزعة على 86.156 غيغاواط/ساعة من أنبوب ميدغاز و21.588 غيغاواط/ساعة من الغاز المسال.
استمرار الهيمنة في 2025
في النصف الأول من 2025، واصلت الجزائر تصدر قائمة أكبر مصدري الغاز إلى إسبانيا بنسبة 32.5%، بصادرات بلغت 61.57 تيراواط/ساعة، منها 52.67 تيراواط/ساعة غاز طبيعي و8.9 تيراواط/ساعة غاز مسال.
رغم تراجع الكمية مقارنة بالفترة نفسها من 2024، فقد حافظت الجزائر على مكانتها كمورد موثوق، تلتها الولايات المتحدة بنسبة 31.2% وروسيا بنسبة 13.8%.
أهمية أنبوب ميدغاز في دعم الجزائر ضمن أكبر مصدري الغاز إلى إسبانيا
أنبوب ميدغاز يشكل ركيزة أساسية لنقل الغاز الجزائري إلى إسبانيا. ويمتد لمسافة 1050 كيلومتراً من حقل حاسي الرمل إلى ألميريا الإسبانية، بطاقة نقل تصل إلى 8 مليارات متر مكعب سنوياً، وتمتلك سوناطراك 51% من ملكيته.
بعد توقف أنبوب المغرب العربي-أوروبا في 2021، أصبح ميدغاز الطريق الرئيسي للإمداد، رغم توقفه المؤقت في سبتمبر 2024 لأعمال صيانة دامت 10 أيام.
تنوع مصادر الغاز الإسبانية
تستورد إسبانيا الغاز من 14 دولة مختلفة، ويُظهر هذا التنوع في مصادر الإمداد. وقد بلغ استهلاك الغاز 311.7 تيراواط/ساعة عام 2024، بانخفاض 4.2% مقارنة بالعام السابق.
نيجيريا وفرنسا احتلتا المرتبتين الرابعة والخامسة بنسبة 7.2% و5.0% على التوالي، في حين تسعى إسبانيا لتوسيع دورها كمحور لتوزيع الغاز في أوروبا.
تحديات الصيانة التقنية في صادرات الغاز الجزائري
عرفت صادرات الغاز الجزائري بعض التحديات التقنية خلال 2024، خصوصاً في شهري يوليو وديسمبر، نتيجة صيانة في محطة آرزيو. وذكر مدير أبحاث الطاقة أحمد شوقي أن أعمال الصيانة في سكيكدة وأرزيو تسببت في تراجع مؤقت للصادرات.
الأهمية الاستراتيجية للجزائر في أمن الطاقة الأوروبي
تُصدّر الجزائر نحو 85% من غازها إلى أوروبا، وتسعى لتعزيز هذا الدور من خلال استثمارات بـ50 مليار دولار حتى عام 2028. وتأتي في المرتبة الثانية بعد النرويج في تصدير الغاز عبر الأنابيب للاتحاد الأوروبي، هذه الأرقام تكرّس موقع الجزائر كمصدر طاقة موثوق، خاصة في ظل توجه أوروبا لتنويع مصادرها وتقليص اعتمادها على الإمدادات التقليدية.