ريما دحبور.. مصممة تحوّل التراث إلى حركة ثقافية معاصرة

المصممة الأردنية الفلسطينية ريما دحبور: هي ليست مجرد مصممة أزياء، بل رؤية فنية تقود علامة تحمل اسمها وتحوّلها إلى تيار ثقافي نابض بالحياة. منذ انطلاقتها، تجاوزت علامتها حدود الموضة التقليدية لتصبح منصة تعبّر عن الهوية والتاريخ والجمال في آنٍ معاً. تشتهر ريما بشراكاتها الإبداعية مع حرفيين محليين في المنطقة، حيث تبتكر قطعاً فريدة تُعد بمثابة…

جينا تادرس
جينا تادرس

المصممة الأردنية الفلسطينية ريما دحبور: هي ليست مجرد مصممة أزياء، بل رؤية فنية تقود علامة تحمل اسمها وتحوّلها إلى تيار ثقافي نابض بالحياة. منذ انطلاقتها، تجاوزت علامتها حدود الموضة التقليدية لتصبح منصة تعبّر عن الهوية والتاريخ والجمال في آنٍ معاً.

تشتهر ريما بشراكاتها الإبداعية مع حرفيين محليين في المنطقة، حيث تبتكر قطعاً فريدة تُعد بمثابة إرث ثقافي يُورّث، يجمع بين عراقة التطريز اليدوي الفلسطيني “الكروس ستيتش” وروح الأناقة العصرية. تحت أناملها، لا يكون التطريز مجرد زخرفة بل لغة فنية تنسج حكايات الماضي وتُلهم نساء الحاضر.

استطاعت ريما أن تنفخ روحاً جديدة في هذا الفن التقليدي، وتعيد تقديمه بروح معاصرة تناسب المرأة الحديثة، ما منح تصاميمها حضوراً عالمياً وتقديراً واسعاً. فقد صنّفت مجلّة فوربس علامتها ضمن أفضل خمسين علامة تجارية في الشرق الأوسط.

شهدت تصاميم ريما، السجادة الحمراء بمهرجان كان السينمائي، كما زُيّنت بها الأميرات، لتصبح أعمالها تجسيداً للأناقة ذات البعد الثقافي، وأسلوباً يحمل في تفاصيله معاني الانتماء والهوية والجمال.

ريما دحبور
الصورة مأخوذة من الصفحة الرسمية للمصمة ريما دحبور

تكشف التصاميم التي قدمتها المصممة ريما دحبور عن هوية فنية ناضجة تمزج بين التراث الفلسطيني والدقة الحرفية والأنوثة الراقية، مع التزام واضح بالحفاظ على الأصالة من خلال أدوات معاصرة في القصّات والأنسجة والرمزية البصرية. :

فستان جينز بتطريز ذهبي ناعم

Advertisement
  • اللون والخامة: فستان بلون أزرق داكن من قماش الدنيم (الجينز) الخفيف، وهو اختيار غير تقليدي في عالم الأزياء الراقية، لكنه يمنح القطعة شخصية قوية ومعاصرة.
  • القصة: يتميز بقصة ضيقة عند الخصر مع تنورة واسعة بطول متوسط، تمنح مرتديته حرية الحركة وأناقة بسيطة. الياقة المرتفعة بدون أكمام تبرز الرقبة والكتفين بلمسة عصرية.
  • التطريز: تمركزت الزخارف المطرزة عند الصدر، بترتيب هندسي دقيق يحاكي تصاميم “الثوب الفلسطيني”، مع رموز متفرقة على التنورة في تناغم غير تقليدي.
  • الرسالة: يظهر هذا الفستان كيف يمكن تحويل الجينز، رمز الحياة اليومية، إلى قطعة فنية راقية تعكس التراث الفلسطيني بروح شبابية حرة. يناسب المرأة التي تريد أن تحمل هويتها معها إلى كل مكان

رؤية موحّدة عبر التصاميم

ما يميز هذه المجموعة هو التوازن بين الأناقة السردية والقوة الرمزية. كل فستان ليس مجرد مظهر، بل سردية بصرية تحمل في طياتها نضالاً ناعماً، وهوية متجددة، واحتفاء بأنوثة تمتد من الجذور إلى المستقبل. ريما دحبور، من خلال هذه التصاميم، تثبت أن الموضة يمكن أن تكون أداة ثقافية بامتياز، تنسج التاريخ بالخيط والإبرة لترويه على جسد امرأة معاصرة.

الإطلالة من انستغرام العلامة

بدرجات وردية ناعمة تنساب برقة على الجسد، يتألق هذا الفستان كأنّه نسج من حلم، يجمع بين نعومة الحرير وفخامة التطريز اليدوي، فيما ينسدل ذيله الواسع من الخلف ليمنح الإطلالة حضوراً مهيباً يحتفي بالأنوثة والهوية في آنٍ معاً.

قصة الفستان تأتي ضيقة وطويلة، تحتضن الجسد برقي وتنساب بانسيابية تُبرز تفاصيل القوام دون مبالغة. في الجزء الأمامي، شق أنيق يضيف لمسة من الجرأة المدروسة، بينما تتدرج الزخارف المطرزة على امتداد النسيج من الأسفل صعوداً، وكأنها تروي قصة تنبت من الجذور وتزهر نحو القلب.

أما التطريز، فهو أكثر من مجرد زخرفة، بل لغة بصرية تحتفي بالتراث الفلسطيني؛ حيث تتناثر رموز أغصان الزيتون والنقوش الهندسية بتناغم لافت، مدموجة ببراعة داخل القماش، لتخلق عمقاً بصرياً يشبه الهمس القادم من الذاكرة الجماعية.

Advertisement

في هذه القطعة، تتجلى فلسفة ريما دحبور بوضوح: “الفستان كذاكرة”. فهو لا يُرتدى فقط، بل يُروى. إنه فستان للحنين والكرامة، فستان للعودة، يحمل في طياته ما لا يُقال بالكلمات، بل يُهمس من خلال الخيط والغُرزة والنَفَس.