هددت الولايات المتحدة باتخاذ إجراءات صارمة ضد شركات الطيران المكسيكية على خلفية خلافات متصاعدة بشأن تنظيم حركة الطيران في المطارات المكسيكية، خاصة مطار مكسيكو سيتي الدولي. جاء ذلك في بيان لوزارة النقل الأمريكية نُقل عبر وكالة “رويترز”، إذ أكدت الوزارة أنها قد تلجأ إلى حظر بعض الرحلات القادمة من المكسيك أو إلغاء اتفاقيات تعاون قائمة إن لم تُعالج الحكومة المكسيكية ما وصِف بانتهاك الاتفاقيات الثنائية المبرمة بين البلدين.
جذور الخلاف بين البلدين
تعود الأزمة إلى قرارات اتخذتها السلطات المكسيكية منذ عام 2022 بإلغاء تصاريح تخص شركات طيران أمريكية. وأفادت وزارة النقل الأمريكية أنّ الخطوات المكسيكية تضمنت إلزام شركات الشحن الأمريكية بنقل عملياتها خارج مطار العاصمة إلى مطار آخر، الأمر الذي اعتبرته واشنطن إخلالاً واضحاً باتفاقية الطيران المشتركة الموقعة عام 2016. نصت هذه الاتفاقية على منح فرص متساوية لكلا الطرفين في المنافسة والوصول إلى المطارات الحيوية دون تمييز.
تصعيد أمريكي ومطالب واضحة
وفي توضيح لدرجة التصعيد، أعلن وزير النقل الأمريكي شون دافي عبر بيان رسمي أنهم لن يقبلوا أن تتضرر الشركات الأمريكية أو يتعرض المسافرون الأمريكيون لخسائر مالية نتيجة السياسات المكسيكية. وقال: “سنقوم بكل ما يلزم لضمان حماية حقوق المنافسة العادلة وتعويض الشركات والمستهلكين عن أي أضرار ناتجة عن إخلال الجانب المكسيكي بالتزاماته”.
يشار إلى أن وزارة النقل الأمريكية صرحت أن أي رحلات تشارتر كبيرة بين البلدين باتت تتطلب موافقة مسبقة من السلطات الأمريكية، مع إلزام شركات الطيران المكسيكية بإيداع جميع جداول الرحلات للمراجعة.
إجراءات إضافية: تهديد بتجميد اتفاقيات وشراكات دولية
طرحت وزارة النقل الأمريكية مقترحًا بسحب الإعفاء من قوانين مكافحة الاحتكار عن الشراكة الجوية بين خطوط “دلتا” الأمريكية و”أيرومكسيكو” المكسيكية. يعني هذا الإجراء، إن اتُخذ، أن الشركتين ستضطران إلى وقف التعاون في تحديد الأسعار وسعة الرحلات وتقاسم الإيرادات، مع استمرار الرحلات المباشرة للركاب بين البلدين ولكن دون الاستفادة من امتيازات الشراكة السابقة.
ولم تعلّق شركة “دلتا” حتى الآن على تلك التطورات، فيما امتنعت السلطات المكسيكية عن إصدار بيان رسمي حتى موعد نشر هذا الخبر.
تأثيرات متوقعة على سوق النقل الجوي بين البلدين
تُعد المكسيك الوجهة الأولى دوليًا للمسافرين من الولايات المتحدة. وقد حذرت شركات طيران وأطراف اقتصادية في أتلانتا، مثل شركة دلتا ومجموعة من المشرعين الأميركيين، من أن استمرار النزاع ووقف اتفاقيات التنسيق المشترك سيؤدي إلى خسائر اقتصادية كبيرة للطرفين، بخاصة بعدما أصبحت المكسيك الشريك التجاري الأول للولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة.
خلفية التوترات وانعكاساتها على المسافرين
تشير تقارير “رويترز” و”إن دي تي في” إلى أن أصل الخلاف يتمحور حول توزيع “فتحات الهبوط” (Slot) في مطار مكسيكو سيتي، وقد أعربت واشنطن عن استيائها مما اعتبرته استخدام هذه الفتحات لمنح شركات بعينها مزايا غير تنافسية.
وأكدت وزارة النقل الأمريكية أن المواجهة الحالية تنعكس سلبًا على شركات الطيران الجديدة الراغبة بدخول السوق، كما تضر بالمنافسة وتؤثر على المستهلكين والبضائع التي تعتمد على الشحن الجوي بين البلدين.
