شهدت الأسواق العالمية هذا الأسبوع حالة من التوازن النسبي، انعكست في استقرار أسعار النفط رغم الضغوط المتباينة.
تأثيرات متعددة تدعم استقرار أسعار النفط
سجّل خام برنت سعراً قدره 69.37 دولاراً، منخفضاً 15 سنتاً، بينما تراجع خام غرب تكساس الوسيط إلى 67.38 دولاراً، هذا التراجع الطفيف جاء في سياق تقلبات محدودة، تأرجحت بين القلق من تراجع العرض والتفاؤل ببيانات اقتصادية مختلطة، وقد تراوحت هذه العوامل بين التهديدات الأمنية والضغوط السياسية، ما عزز الاتجاه نحو استقرار أسعار النفط.
استقرار أسعار النفط في ظل العقوبات الأوروبية
أقر الاتحاد الأوروبي حزمة جديدة من العقوبات على روسيا، تضمنت خفض سقف شراء النفط الروسي وحظر المنتجات المكررة، توقع المحللون أن تشدد هذه القرارات من المعروض النفطي في أوروبا، مما دفع السوق إلى التفاعل بسرعة، شملت الإجراءات أيضاً إدراج مصفاة روسنفت في الهند ضمن قائمة العقوبات، ما زاد الضغوط الجيوسياسية على التوريد.
الاقتصاد الأمريكي والصيني في واجهة التأثير
سجل الاقتصاد الأمريكي تراجعاً في بناء المساكن، ما أثار مخاوف بشأن النمو، لكنه قابله تحسن في ثقة المستهلكين، أما الصين، فقد شهدت زيادة في الطلب العالمي على النفط خلال موسم الصيف، وفقاً لتقارير حديثة من وكالة الطاقة الدولية، بلغ استهلاك النفط 105.2 مليون برميل يومياً، مرتفعاً عن العام الماضي بمقدار 600 ألف برميل يومياً.
أوبك+ والتوازن في الإنتاج
قررت أوبك+ رفع الإنتاج بمقدار 548 ألف برميل يومياً بدءاً من أغسطس، استجابةً لتغيرات السوق المستمرة، بلغ حجم إنتاج التحالف في يونيو نحو 41.56 مليون برميل يومياً، بحسب بيانات صادرة من المنظمة، أداء الاقتصادات الناشئة يدعم هذا التوجه، رغم استمرار التحديات في الولايات المتحدة ومنطقة اليورو.
اضطرابات العراق وانعكاسها على الأسعار
تسببت هجمات بطائرات مسيرة في تراجع إنتاج نفط كردستان العراق إلى النصف تقريباً، ما أثر على استقرار أسعار النفط، شهدت الأسعار ارتفاعاً مؤقتاً، لكنها عادت إلى التوازن مع نهاية الأسبوع بفعل استقرار العرض الإجمالي عالمياً.
استقرار أسعار النفط وفق توقعات المؤسسات المالية
توقعت تقارير تحليلية أن يتراوح متوسط سعر خام برنت خلال النصف الثاني من 2025 حول 66 دولاراً للبرميل، وتُعزى هذه التوقعات إلى استمرار المخاطر الجيوسياسية وانخفاض المخزونات لدى دول منظمة التعاون الاقتصادي.
الأسواق تترقب تطورات جديدة
يعكس استقرار أسعار النفط حالياً تفاعلاً دقيقاً بين السياسات الدولية، وقرارات الإنتاج، والتغيرات الاقتصادية، ويُنتظر أن تستمر هذه الديناميكية خلال الأشهر المقبلة، مع ترقب الأسواق لأي تغير مفاجئ قد يؤثر في حركة الأسعار.