تخضع وكالة ناسا حالياً لتحقيق دقيق في اضطراب بصري يؤثر على رواد الفضاء، يُعرف باسم “متلازمة العين العصبية المرتبطة بالسفر الفضائي” (SANS)، حيث تم تسجيل حالات إصابة لدى أكثر من 70% من رواد الفضاء في المهمات طويلة الأمد، مما يثير القلق بشأن جاهزية البعثات المريخية المستقبلية.
طبيعة اضطراب بصري يؤثر على رواد الفضاء
تشير تقارير علمية حديثة إلى أن اضطراب بصري يؤثر على رواد الفضاء خلال الإقامات التي تتجاوز الستة أشهر في محطة الفضاء الدولية. تُظهر بيانات ناسا أن 69% من الرواد يعانون من علامات أولية للمتلازمة، فيما تذكر أبحاث أخرى أن النسبة قد تبلغ 80%.
تشمل الأعراض تورم العصب البصري، تسطح الجزء الخلفي من العين، ظهور طيات شبكية، وتغيرات في الرؤية تتراوح بين ضبابية ومشاكل بالقراءة. بدأت ملاحظات هذه الحالة منذ عام 2005 عندما أبلغ جون فيليبس عن تدهور كبير في قدرته البصرية.
الأسباب العلمية لاضطراب بصري يؤثر على رواد الفضاء
يرتبط هذا الاضطراب بالتغيرات الناتجة عن الجاذبية الصغرى، والتي تؤدي إلى تحرك السوائل في الجسم نحو الرأس بدلاً من الانحدار إلى الأسفل كما هو الحال على الأرض. هذا التغير يسبب ضغطاً إضافياً داخل الجمجمة ومحيط العين.
أظهرت الدراسات أن ما يصل إلى لترين من السوائل تنتقل إلى الرأس خلال الإقامة في الفضاء، مما يؤدي إلى تشوهات في العين، كالتسطح والتهاب العصب البصري، وهي تغيرات ظهرت في كل من خضع للدراسة من رواد الفضاء.
الدراسات الجارية حول اضطراب بصري يؤثر على رواد الفضاء
قاد الدكتور سانتياغو كوستانتينو من جامعة مونتريال دراسة شملت 13 رائد فضاء، وكشفت عن انخفاض بنسبة 33% في صلابة العين، و11% في ضغطها الداخلي، و25% في نبضات الشبكية.
وتُجري ناسا فحوصاً باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير التماسكي البصري، والموجات فوق الصوتية. كما تُستخدم تقنيات تصوير قاع العين وقياسات ضغط العين الداخلية لمتابعة التغيرات المرتبطة بالمتلازمة.
التداعيات المستقبلية لاضطراب بصري يؤثر على رواد الفضاء
تُصنف ناسا هذا الاضطراب كخطر “أحمر” ضمن المخاطر المحتملة لمهمات المريخ، نظراً لطول الرحلات المتوقعة والتي قد تمتد إلى ثلاث سنوات، ما يزيد من احتمالات حدوث تأثيرات بصرية دائمة قد تؤدي إلى فقدان الرؤية أو العمى الكامل.
تحذر الدكتورة دوريت دونوفيل من أن عدم وجود بيانات عن تأثير الإقامة لعامين في الفضاء يفتح باباً للقلق حول مضاعفات شديدة على بصر الرواد.
حلول اضطراب بصري يؤثر على رواد الفضاء
تختبر ناسا وسائل وقائية عدة، منها “أكمام الفخذ” التي تمنع تحرك السوائل نحو الرأس عبر ضغط الأطراف السفلية. كما تطور أكياس نوم تُنتج ضغطاً سالباً لإعادة توجيه السوائل نحو القدمين.
وتشمل الابتكارات الأخرى أنظمة جاذبية اصطناعية، أدوية علاجية، مكملات غذائية، ونظارات خاصة للفضاء. وتدرس الوكالة أيضاً تقنيات لضغط الجزء السفلي من الجسم كوسيلة إضافية للوقاية.
استرداد البصر بعد اضطراب بصري يؤثر على رواد الفضاء
أثبتت الدراسات أن بعض التغيرات البصرية قابلة للعكس، بينما تستمر آثار أخرى لسنوات. يرتدي معظم الرواد نظارات تصحيحية خلال مهماتهم، وتعود قدرتهم البصرية تدريجياً بعد العودة للأرض، إلا أن حالات مثل تسطح العين تبقى موجودة.
تُشير النتائج إلى أن 80% من الرواد يمرون بعرض بصري واحد على الأقل خلال المهمات الطويلة.
أبحاث جديدة عن اضطراب بصري يؤثر على رواد الفضاء
نشرت مجلة “الحياة في علوم الفضاء” دراسة تركز على التصوير المتقدم للعين، وتستكشف استخدام تقنيات الأشعة تحت الحمراء وتصوير الانتشار لدراسة المتلازمة بشكل دقيق.
كما تعمل برامج مثل “بولاريس داون” على جمع بيانات بصرية باستخدام معدات متطورة، في الفضاء وبعد العودة، لتطوير فهم أعمق للمتلازمة.
صعوبات دراسة اضطراب بصري يؤثر على رواد الفضاء
تواجه الدراسات تحديات كبيرة نظراً لقلة عدد رواد الفضاء سنوياً، وحدوث المتلازمة فقط في بيئة الجاذبية الصغرى، مما يجعل إجراء تجارب أرضية أقل فاعلية.
لا توجد حالياً وسيلة علاج مؤكدة، ويقتصر التعامل مع الأعراض على استخدام نظارات وعدسات خاصة، بينما يستمر البحث لفهم قابلية الإصابة بالمتلازمة وطرق الوقاية منها.
الأبعاد الصحية العامة لاضطراب بصري يؤثر على رواد الفضاء
تشير الأبحاث إلى تشابه بين SANS وحالات مرضية أرضية مثل زيادة الضغط داخل الجمجمة، ما قد يوفر رؤى علاجية مستقبلية. كما يُفترض أن صلابة بنية العين أو احتقان المشيمة قد يلعبان دوراً في احتمالية الإصابة.
مستقبل دراسة اضطراب بصري يؤثر على رواد الفضاء
تواصل ناسا تطوير أبحاثها استعداداً للرحلات الطويلة، مع التركيز على العوامل الوراثية والبيئية والسلوكية التي تؤثر على القابلية للإصابة.
وتستخدم الوكالة أدوات متقدمة منها نظارات واقع افتراضي وأجهزة قياس غمد العصب البصري لتشخيص الحالات. كما تسعى لتوحيد بروتوكولات التصوير لضمان دقة التقييم وتسريع تطوير الإجراءات الوقائية.