تتواصل حملة ترامب ضد الهجرة رغم تصاعد الاحتجاجات في ولاية كاليفورنيا، إذ يسعى الرئيس لإثبات التزامه بسياسات صارمة لإحكام السيطرة على الحدود وتنفيذ عمليات ترحيل واسعة. ويُنظر إلى ما يجري في لوس أنجلوس كمؤشر على مدى استعداد ترامب لاستخدام سلطاته التنفيذية في حال عودته إلى البيت الأبيض.
نشر الحرس الوطني لإخماد الاحتجاجات
في خطوة غير معتادة، أمر ترامب بنشر المئات من جنود الحرس الوطني في شوارع لوس أنجلوس لقمع الاحتجاجات التي اندلعت عقب مداهمات استهدفت مهاجرين. وقد أكد مسؤولون في المدينة أن هذه الإجراءات ساهمت في تصعيد التوتر بدل احتوائه. وتزامن ذلك مع اعتراض حاكم كاليفورنيا الديمقراطي، جافين نيوسوم، على هذا التحرك، الذي يُعد أول انتشار فعلي لقوات في الخدمة منذ عقود.
حملة ترامب ضد الهجرة تتجاوز احتجاجات 2020
وفقاً لتقرير صادر عن وكالة الأنباء الأمريكية، فإن تدخل ترامب الحالي يتجاوز بمراحل ما قام به أثناء احتجاجات “حياة السود مهمة” عام 2020. حينها كان يصرح بعدم إمكانية استدعاء الحرس الوطني دون طلب الحاكم المحلي. أما الآن، فيتحرك ترامب بشكل أحادي لتطبيق رؤيته حول حملة الهجرة، متحدياً الحدود القانونية.
ووفق المحللين، يسعى ترامب إلى استعراض الحزم والقدرة على السيطرة، ويُعتقد أنه يختبر مدى قدرته على تطبيق قوانين الترحيل الجماعي إذا ما عاد للسلطة. هذا التوجه يرافقه طلب لتمويل ضخم من الكونغرس لتوسيع مراكز الاحتجاز وزيادة عدد عمليات الترحيل.
ردة فعل الشارع الأمريكي
لا يزال موقف الرأي العام الأمريكي غير واضح، إذ تتباين الآراء بين مؤيد لفرض النظام ومعارض لما يعتبره كثيرون قمعاً وتعسفاً. ومع تمدد الاحتجاجات من لوس أنجلوس إلى مدن مثل شيكاغو وبوسطن، يبدو أن حملة ترامب ضد الهجرة تثير انقساماً متزايداً داخل المجتمع الأمريكي.
هل حملة ترامب ضد الهجرة فاقمت الأزمة؟
بدأت الأحداث تتصاعد بعد تنفيذ مداهمات في مناطق متعددة من لوس أنجلوس، مما أدى إلى موجة احتجاجات جديدة امتدت إلى ولايات أخرى. ورغم أن صور السيارات المحترقة والكتابات على الجدران ليست الغالبة، فإنها استُخدمت لتسليط الضوء على الفوضى، مما يدعم رواية ترامب بأن القانون والنظام هما السبيل الوحيد للسيطرة على الأوضاع.
بهذا، تظل حملة ترامب ضد الهجرة موضوعاً شائكاً، يطرح تساؤلات حول الحدود بين فرض النظام واحترام الحقوق المدنية، ويختبر مدى استعداد الأمريكيين لتأييد نهج أكثر صرامة في ملف الهجرة.