المجاعة بالأرقام: كيف يتضوّر أطفال غزة جوعاً والعالم يشيح بنظره

63 حالة وفاة من أصل 74 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية خلال عام 2025 حدثت في شهر واحد فقط

فريق التحرير
فريق التحرير
المجاعة بالأرقام: كيف يتضوّر أطفال غزة جوعاً والعالم يشيح بنظره

ملخص المقال

إنتاج AI

في تموز 2025، سجل قطاع غزة 63 وفاة مرتبطة بسوء التغذية، من أصل 74 في عام 2025، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية. وتضاعفت معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال، مع وجود خطر مجاعة يهدد 2.1 مليون شخص، وسط تقارير عن وفيات أثناء البحث عن الطعام.

النقاط الأساسية

  • في تموز 2025، توفي 63 شخصًا بسبب سوء التغذية في غزة، بينهم 24 طفلاً دون الخامسة.
  • تضاعفت معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في غزة، خاصة في مدينة غزة وخان يونس.
  • يواجه 2.1 مليون شخص في غزة خطر المجاعة، مع منع المساعدات وتدهور النظام الصحي.

في شهر تموز/يوليو 2025، سُجّلت أرقام مروّعة تحكي مأساة إنسانية تتفاقم بصمت في قطاع غزة، حيث تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن 63 حالة وفاة من أصل 74 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية خلال عام 2025 حدثت في شهر واحد فقط. بين هؤلاء الضحايا، سقط 24 طفلاً دون سن الخامسة، وطفل آخر أكبر من خمس سنوات، و38 شخصاً بالغاً.

تصف منظمة الصحة العالمية كيف وصل معظم هؤلاء الأشخاص إلى المرافق الصحية وهم في حالة احتضار أو ماتوا بعد وصولهم بوقت قصير، وأجسادهم تحمل علامات واضحة على الهزال الشديد.

أرقام الجوع المتفاقمة

تكشف بيانات الفترة الأخيرة تدهوراً مستمراً في الوضع التغذوي لسكان القطاع منذ أكتوبر 2023. ففي مدينة غزة، يعاني الآن واحد من كل خمسة أطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد. وقد تضاعفت معدلات سوء التغذية الحاد العالمي بين الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و59 شهراً ثلاث مرات منذ حزيران/يونيو في مدينة غزة، مما يجعلها المنطقة الأسوأ في القطاع.

وفي خان يونس والمنطقة الوسطى، تضاعفت هذه المعدلات خلال أقل من شهر واحد. الأرقام الرسمية قد تكون أقل من الواقع بسبب القيود الأمنية الشديدة وصعوبات الوصول التي تمنع العديد من العائلات من الوصول إلى المرافق الصحية.

خلال الأسبوعين الأولين من تموز/يوليو 2025، تم قبول أكثر من 5000 طفل دون سن الخامسة للعلاج الخارجي من سوء التغذية، 18% منهم يعانون من سوء التغذية الحاد الشديد، وهو الشكل الأكثر تهديداً للحياة. هذا العدد يواصل اتجاهاً متصاعداً بشكل كبير منذ أيار/مايو، حيث تم قبول 6500 طفل للعلاج في حزيران/يونيو، وهو أعلى رقم مسجل منذ أكتوبر 2023.

Advertisement

النساء الحوامل والمرضعات: أرقام مخيفة

تظهر بيانات فحص الكتلة التغذوية الحديثة أن أكثر من 40% من النساء الحوامل والمرضعات يعانين من سوء التغذية الشديد. الوضع أكثر حرجاً في المنطقة الوسطى، حيث تضاعفت المعدلات ثلاث مرات مقارنة بحزيران/يونيو، وفي مدينة غزة وخان يونس، حيث تضاعفت.

تصنيف المرحلة المتكاملة للأمن الغذائي: خطر المجاعة

وفقاً لتقرير التصنيف المتكاملة للأمن الغذائي الصادر في أيار/مايو 2025، يواجه السكان بأكملهم في قطاع غزة – حوالي 2.1 مليون شخص – خطراً بالغاً للمجاعة بعد 19 شهراً من الصراع.

من 11 أيار/مايو إلى نهاية أيلول/سبتمبر 2025، صُنّف القطاع بأكمله في المرحلة الرابعة من التصنيف المتكامل للأمن الغذائي (الطوارئ)، مع توقع أن يواجه السكان جميعاً أزمة أو أسوأ في انعدام الأمن الغذائي الحاد. ويشمل ذلك 470 ألف شخص (22% من السكان) في المرحلة الخامسة (الكارثة)، وأكثر من مليون شخص (54%) في المرحلة الرابعة (الطوارئ)، والنصف مليون المتبقي (24%) في المرحلة الثالثة (الأزمة).

هذا يمثل تدهوراً كبيراً مقارنة بالتحليل السابق للتصنيف المتكامل للأمن الغذائي الصادر في تشرين الأول/أكتوبر 2024.

Advertisement

البحث عن الطعام: رحلة نحو الموت

كشف مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان أنه اعتباراً من 13 تموز/يوليو 2025، سُجّل مقتل 875 شخصاً في غزة أثناء محاولتهم الحصول على الطعام. من بين هؤلاء، قُتل 674 شخصاً في محيط مواقع مؤسسة غزة الإنسانية، بينما قُتل 201 ضحية آخرون أثناء سعيهم للحصول على الطعام “في طرق قوافل المساعدات أو بالقرب من قوافل المساعدات” التي تديرها الأمم المتحدة أو شركاؤها.

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أنه منذ 27 أيار/مايو، قُتل أكثر من 1060 شخصاً وأُصيب 7200 آخرون أثناء محاولتهم الوصول إلى الطعام.

أطفال يموتون جوعاً: شهادات من الميدان

في حزيران/يونيو 2024، حذرت منظمة الصحة العالمية من تشخيص أكثر من 8000 طفل بسوء التغذية في غزة، بما في ذلك 1600 طفل يعانون من الشكل الأكثر خطورة من هذه الحالة. وأفادت المنظمة بوقوع 32 حالة وفاة بسبب سوء التغذية “من بينها 28 من الأطفال دون سن الخامسة”.

تشير بيانات وكالة الأونروا إلى أن معدلات سوء التغذية بين الأطفال في غزة تضاعفت منذ آذار/مارس 2025، حيث أُصيب 10.2% من الأطفال دون سن الخامسة تقريباً من بين 16 ألف طفل تم فحصهم في عيادات الأمم المتحدة في حزيران/يونيو بسوء التغذية الحاد. بالمقارنة، في آذار/مارس، كانت نسبة 5.5% من 15 ألف طفل تم فحصهم يعانون من سوء التغذية.

Advertisement

تدهور مستمر منذ أكتوبر 2023

تُظهر البيانات تطوراً مأساوياً للوضع التغذوي منذ بداية التصعيد في أكتوبر 2023. ففي كانون الأول/ديسمبر 2023، أكد تقرير برنامج الأغذية العالمي أن السكان بأكملهم في غزة – حوالي 2.2 مليون شخص – يواجهون مستويات أزمة أو أسوأ من انعدام الأمن الغذائي الحاد.

وبحلول شباط/فبراير 2024، وثّقت تقارير الأمم المتحدة أن واحداً من كل ستة أطفال دون سن الثانية في شمال غزة يعاني من سوء التغذية الحاد، بزيادة قدرها 15.6% مقارنة بأشهر سابقة. كما أن حوالي 3% من هؤلاء يعانون من الهزال الشديد – الشكل الأكثر تهديداً للحياة من سوء التغذية.

وفي آذار/مارس 2024، أفادت تقارير أن واحداً من كل ثلاثة أطفال دون سن الثانية في شمال غزة يعاني من سوء التغذية الحاد. وحذرت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل من وفاة 27 طفلاً بسبب سوء التغذية والجفاف في غزة حتى ذلك التاريخ.

البنية التحتية المدمرة والنظام الصحي المنهار

تعمل المراكز الأربعة المتخصصة الوحيدة لعلاج سوء التغذية في قطاع غزة بما يفوق طاقتها، وهي تنفد من الوقود، ومن المتوقع أن تنفد مؤونها بحلول منتصف الشهر المقبل. العاملون في القطاع الصحي منهكون، وانهيار أنظمة المياه والصرف الصحي يسرّع انتشار الأمراض، مما يقود إلى دورة خطيرة من المرض والموت.

Advertisement

أرقام من الميدان: وزن الجوع

تُظهر دراسة ميدانية أُجريت بين أيار/مايو وتموز/يوليو 2024 على 1209 أسرة في القطاع أن متوسط الوزن للأفراد انخفض من 74.6 كيلوغراماً قبل الحرب إلى 64.1 كيلوغراماً. كما كشفت الدراسة أن 100% من الأسر تواجه مستوى معيناً من انعدام الأمن الغذائي وفقاً لمقياس مسح الأمن الغذائي للأسر، و97.7% تعاني من انعدام أمن غذائي شديد.

منع المساعدات: الجوع كسلاح

تؤكد منظمة الصحة العالمية أن “الأزمة تبقى قابلة للمنع تماماً. الحجب المتعمد وتأخير المساعدات الغذائية والصحية والإنسانية واسعة النطاق كلّف أرواحاً عديدة”. وتشير التقارير إلى أنه منذ أكثر من 60 يوماً، مُنعت جميع المساعدات الإنسانية والإمدادات التجارية من دخول القطاع.

حسب مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، يبقى حوالي 120 ألف طن متري من المساعدات الغذائية – ما يكفي لتوفير حصص كاملة لسكان غزة لأكثر من ثلاثة أشهر – عالقة خارج المنطقة.

أرقام لا تكذب

Advertisement

تحكي الأرقام الرسمية من المنظمات الأممية قصة مجاعة حقيقية تجتاح قطاع غزة، حيث يموت الأطفال جوعاً بمعدلات متصاعدة. من 74 حالة وفاة مرتبطة بسوء التغذية في 2025، وقعت 63 حالة في شهر واحد فقط. ومن 470 ألف شخص يواجهون خطر المجاعة، إلى واحد من كل خمسة أطفال يعاني من سوء التغذية الحاد في مدينة غزة، تصرخ الأرقام بحقيقة واحدة: المجاعة ليست مجرد تهديد، بل واقع يعيشه أطفال غزة كل يوم.

في عالم يدّعي الحضارة والإنسانية، تستمر هذه المأساة في التفاقم، بينما تبقى الأرقام شاهدة على جريمة صمت دولي أمام موت الأطفال جوعاً.