أعلنت شركة “بورينغ” التابعة لإيلون ماسك عن خطة طموحة لبناء أنفاق سيارات تسلا تحت ناشفيل، بتمويل خاص بالكامل وبدون تحميل دافعي الضرائب في تينيسي أي أعباء مالية.
تفاصيل مشروع أنفاق سيارات تسلا تحت ناشفيل
يهدف المشروع إلى إنشاء نظام نقل جوفي بطول 10 أميال تقريباً، يربط وسط ناشفيل بمطار المدينة الدولي. سيتم تنفيذ الأنفاق تحت طرق تابعة للولاية، ومن المتوقع أن يستغرق السفر داخلها نحو 8 دقائق فقط.
تعتمد الأنفاق على سيارات تسلا الكهربائية، ما يجعل المشروع صديقاً للبيئة وخالياً من الانبعاثات. ووفقاً لرئيس شركة “بورينغ”، ستيف ديفيس، فإن عمليات التوظيف ستبدأ خلال الأيام القادمة، مع تقديم 50 فرصة عمل هذا الأسبوع.
ومن المقرر أن يبدأ البناء فور استكمال الموافقات الرسمية، ويُتوقع تشغيل المرحلة الأولى من المشروع بحلول خريف 2026.
دعم حكومي لمشروع أنفاق سيارات تسلا تحت ناشفيل
حظي المشروع بدعم واضح من المسؤولين على المستوى الفيدرالي والولائي، إذ عبّر وزير النقل الأمريكي شون دافي عن حماسه، واصفاً المشروع بأنه نموذج للابتكار الحديث. كما أبدى السيناتوران مارشا بلاكبورن وبيل هاغرتي دعمهما الكامل.
في المقابل، لوحظ غياب عمدة ناشفيل فريدي أوكونيل عن الحدث، مكتفياً ببيان أشار فيه إلى أن البلدية تتابع المحادثات مع الشركة، وتحتاج إلى توضيحات بشأن التأثيرات التشغيلية على السكان.
التحديات الجيولوجية والسلامة في مشروع أنفاق سيارات تسلا تحت ناشفيل
يواجه المشروع صعوبات فنية وجيولوجية، إذ تقع ناشفيل في منطقة كارستية ذات حجر جيري قابل للذوبان، ما يزيد من احتمالية حدوث انهيارات أو ظهور كهوف طبيعية. وأقر ديفيس بأن المدينة تمثل تحدياً حقيقياً لعمليات الحفر.
كما أُثيرت مخاوف بشأن سجل شركة “بورينغ” في السلامة، خصوصاً بعد تغريمها أكثر من 112 ألف دولار بسبب انتهاكات في مشروع أنفاق لاس فيغاس، حيث تعرض عشرات العمال لإصابات وحروق كيميائية خلال شهرين فقط.
مواقف سياسية متباينة تجاه أنفاق سيارات تسلا تحت ناشفيل
أثار المشروع جدلاً سياسياً، حيث عبّر نواب ديمقراطيون عن رفضهم له. النائب جون راي كليمونز انتقد منح حقوق حصرية لمستثمر خاص، واصفاً المشروع بالمخالف للمسؤولية العامة.
أما النائبة هايدي كامبل، فقد اعتبرت المشروع رفاهية لا يستفيد منها سوى الأثرياء، واتهمت إيلون ماسك بعدم الوفاء بوعوده السابقة في مشاريع مماثلة.
الواقع المحلي والسياق المقارن لمشروع أنفاق سيارات تسلا تحت ناشفيل
يأتي هذا المشروع في وقت تشهد فيه ناشفيل نمواً سكانياً سريعاً وازدحاماً مرورياً متزايداً. وقد أقرّ المواطنون خطة “اختر كيف تتحرك” بقيمة 3.1 مليار دولار لتحسين النقل العام في المدينة.
يُذكر أن شركة “بورينغ” حققت نجاحاً جزئياً في مشروعها السابق في لاس فيغاس، حيث نقل نظام “فيغاس لوب” أكثر من 3 ملايين راكب منذ 2021، لكنها فشلت في تنفيذ مشروعات مماثلة في مدن أخرى.
الخطوات القادمة لتنفيذ أنفاق سيارات تسلا تحت ناشفيل
من المتوقع أن تنعقد لجنة البناء في تينيسي قريباً لمنح الموافقة المبدئية على المشروع. سيمتد النفق عبر طريق مورفرسبورو بايك التابع للولاية، ما قد يسهّل تنفيذه دون تدخل بلدية ناشفيل.
ويمثل هذا المشروع اختباراً حقيقياً لتقنيات شركة “بورينغ” في بيئة مختلفة عن صحراء نيفادا، حيث المناخ والتضاريس أكثر تعقيداً. نجاح المشروع أو تعثره قد يرسم مستقبل الشركة في التوسع إلى مدن أمريكية أخرى.