يشهد صعيد مصر، خاصة قرية برخيل بمحافظة سوهاج، منذ نحو أسبوعين، موجة حرائق متكررة وغامضة أشعلت الرعب والجدل، مع تكرار اشتعال المنازل والأحواش دون سبب ظاهر، في ظاهرة أربكت السكان والمسؤولين معًا ودفعَت كثيرين للبحث عن تفسيرات خارج المنطق العلمي المعتاد.
تفاصيل الحرائق الغامضة وردود الأفعال
- اجتاحت النيران أكثر من 25 منزلًا وأحواش ماشية خلال أيام، دون سبب واضح أو تفسير علمي معلن حتى الآن.
- أكد سكان برخيل أن الحرائق اندلعت في أماكن مغلقة وأحيانًا دون وجود مصادر كهرباء أو شرر واضح، ما دفع بعضهم إلى ربطها بـ”الجن”، خاصة وأن الحوادث لم تكن الأولى من نوعها بل تكررت في أعوام سابقة في القرى المجاورة.
- تداول السكان ومواقع التواصل قصصًا عن “طرد الجن” وقراءة آيات من القرآن لتهدئة الرعب ودفع الظاهرة، مما زاد من حالة البلبلة والخوف وتفاقم الشائعات حول وجود قوى خفية تحرك تلك الحرائق.
تدخل الأزهر والجهات الرسمية
- استجابت الجهات الدينية، حيث أرسلت مؤسسة الأزهر وفودًا من العلماء والوعاظ لتقديم الدعم النفسي وطمأنة الأهالي، إلى جانب التحذير من الانسياق وراء الخرافات ودعوة الناس للتعقل والبحث عن الأسباب المنطقية.
- أوضح علماء الأزهر أن الإسلام لا يربط ما يحدث بتأثير “الجن”، مؤكدين أن الشريعة تشجع على معرفة الحقائق العلمية وعدم تعليق الكوارث الطبيعية على الأسباب الغيبية.
- السلطات المحلية ومحافظة سوهاج أرسلت لجانًا من الكهرباء والدفاع المدني ومحققين رفيعي المستوى، ولم ترصد حتى تاريخه شبهة جنائية أو ماسًا كهربائيًا واضحًا أو مواد مشعة، لكن التحقيقات مستمرة ونصحت الجهات الرسمية بتكثيف الفحص الفني ودراسة البيئة المحيطة.
التفسير العلمي المرجّح
- أشار أساتذة جامعات وخبراء إلى أن تخزين المخلفات الزراعية (التبن والبوص) داخل المنازل، ومع ارتفاع درجات الحرارة غير المسبوقة هذا الصيف، ربما ينتج عنه انبعاث غاز الميثان الذي قد يسبب اشتعالاً ذاتيًا في ظل ظروف معينة.
- كما حذرت السلطات من أخطاء شائعة في التعامل مع الكهرباء وترك مصادر حرارية مشتعلة في ظل موجات الحر الشديد، ونصحت الأهالي بمزيد من اليقظة وعدم تخزين الأدوات القابلة للاشتعال داخل البيوت.
ظاهرة اجتماعية متكررة في ريف الصعيد
- ليست هذه الحرائق الأولى من نوعها في ريف صعيد مصر، فقد سجلت قُرى عديدة أحداثًا مشابهة خلال السنوات الماضية، وغالبًا ما ارتبطت بانتشار المعتقدات الشعبية حول “الجن” وتفسير ما يحدث بقوى خارقة، في غياب تفسير علمي فوري أو قاطع.
- دعا مشايخ وعقلاء القرى وقيادات حكومية إلى ضرورة ضبط النفس والاعتماد على التوعية العلمية وبعض برامج الدعم النفسي والاجتماعي لتخفيف القلق الجماعي.
خلاصة
تتواصل التساؤلات في صعيد مصر حول الحرائق المتكررة بلا سبب معلن، ووسط تصاعد الشائعات عن “دور الجن”، يؤكد العلماء أن تفسير الظواهر الطبيعية يجب أن ينطلق من الفحص العلمي أولاً، دون الوقوع في فخ الأساطير. ولحين كشف اللجان الفنية للحقيقة بالكامل، يبقى الأهالي بين الخوف والتحقيق، وسط استعدادات أمنية ودينية لاحتواء الموقف وتقديم الدعم المجتمعي والبحث عن حل جذري للظاهرة المربكة.