شهد الدولار الأمريكي اليوم الاثنين بعض التعافي بعد تراجع حاد في الأيام الماضية، وذلك عقب صدور بيانات تشير إلى ضعف فرص العمل في الولايات المتحدة، بالإضافة إلى قرار الرئيس دونالد ترامب فصل مسؤولة كبيرة في وزارة العمل، ما زاد من توقعات خفض وشيك لأسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وفقا لوكالة رويترز.
أظهرت البيانات الرسمية التي صدرت يوم الجمعة أن نمو التوظيف في يوليو الماضي جاء أقل من التوقعات، مع مراجعة كبيرة للوظائف غير الزراعية للشهرين السابقين بتخفيض 285 ألف وظيفة، مما يعكس تدهورًا ملحوظًا في سوق العمل الأمريكي.
وأثارت تلك الأنباء صدمة في الأسواق بعد أن أعلن ترامب إقالة إريكا إل. ماكينتارفر، مفوضة مكتب إحصاءات العمل، متهمًا إياها بتزوير أرقام تقارير الوظائف، فيما استقالت أدريانا كوجلر من مجلس محافظي البنك المركزي الأمريكي، ما أتاح للرئيس فرصة أكبر للتأثير على سياسات البنك في وقت مبكر.
وعكست هذه التطورات ضغوطًا على الدولار، الذي سجل تراجعًا بأكثر من 2% أمام الين وحوالي 1.5% مقابل اليورو يوم الجمعة. واليوم، تعافى الدولار أمام الين بنسبة 0.2% ليصل إلى 147.67 ين، لكنه لا يزال منخفضًا مقارنة بمستويات ذروة نهاية الأسبوع.
في المقابل، استقر اليورو عند 1.1579 دولار، بينما حافظ الجنيه الإسترليني على مستوياته عند 1.3281 دولار دون تغييرات ملحوظة.
وأشار ترامب الأحد إلى نيته الإعلان عن مرشحين جديدين لشغل المناصب الشاغرة في وزارة العمل خلال الأيام المقبلة، في خطوة تهدف إلى تطبيع الأوضاع.
من جهته، قال توني سيكامور، محلل السوق في “آي.جي”، إن ردود فعل الأسواق جاءت سريعة وحاسمة عقب تطورات الجمعة، حيث شهدت الأسهم والدولار وعوائد السندات تراجعًا ملحوظًا.
ويعكس تحرك الأسواق توقعات قوية بأن يخفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة الشهر المقبل، مع احتمالية خفضها بنحو 60 نقطة أساس بحلول ديسمبر، وسط ضعف بيانات سوق العمل.
وعلى الصعيدات الأخرى، ارتفع الدولار الأسترالي بنسبة طفيفة بلغت 0.09% إلى 0.64815 دولار أمريكي، بعد أن سجل مكاسب الأسبوع الماضي، بينما هبط الدولار النيوزيلندي بنسبة 0.11% إلى 0.59125 دولار أمريكي. كما نزل الفرنك السويسري بأكثر من 0.1% إلى 0.8054 مقابل الدولار.