وقّعت هولندا والبرتغال معاهدة لاهاي 1661 التي تنازلت بموجبها الجمهورية الهولندية عن مستعمرتها «هولندا الجديدة» في البرازيل، مقابل تعويض مالي قدره 8 ملايين غيلدر، مما أكّد السيادة البرتغالية على الإقليم.
خلفية الصراع واستراتيجية السيطرة
استمر الصراع بين هولندا والبرتغال ثلاثين عاماً على موانئ وحقول السكر في شمال شرق البرازيل. بدأ الهولنديون بفتح مراكز حصينة في أوليندا وريسيفي عام 1630، ثم واجهوا مقاومة شرسة من القوات البرتغالية بقيادة ماتيوس دي ألمبوركيركي.
التحولات السياسية وتأثيرها على النزاع
عادت البرتغال لاستقلالها السياسي والعسكري بعد تفكك الاتحاد الإسباني-البرتغالي عام 1640، واستغل الهولنديون ضعفها في أمريكا لمحاولة قطع الإمدادات من مستعمراتهم الإفريقية والآسيوية.
معركة تابوردَا والخيارات الاستراتيجية
شكلت معركة تابوردَا عام 1654 نقطة تحول، إذ استسلمت القوات الهولندية في ريسيفي، لكن القتال تجدد حتى 1661. بعد إرهاق الحرب البحرية، اختار يوهان دي فيت الحل المالي بدلاً من استعادة المستعمرة عسكرياً.
تأثير المعاهدة على الإمبراطوريات الأوروبية
أمّنت هولندا سيطرتها على مدغشقر وجزر الملوك وسيلان لتعويض خسارة البرازيل، وركزت على تجارتها في شرق الهند. بينما استعادت البرتغال ثروات قصب السكر في أمريكا الجنوبية ونصّبت نفوذها هناك.
دروس تاريخية من معاهدة لاهاي 1661
تعكس المعاهدة استراتيجية هولندا في تفضيل التجارة والربح المالي على الصراع العسكري المكلف، ومكنت البرتغال من تعزيز سيطرتها في أمريكا الجنوبية، وهو مثال بارز على التحولات الجيوسياسية في القرن السابع عشر.