أسعار النفط: تهديدات ترامب لمشتري الخام الروسي تشعل السوق

تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على مشتري النفط الروسي تسببت في موجة صعود قوية لأسعار النفط العالمية.

فريق التحرير
فريق التحرير

ملخص المقال

إنتاج AI

أدت تهديدات ترامب بفرض رسوم على مشتري النفط الروسي، كالهند، إلى تقلبات في أسعار النفط العالمية. وارتفعت أسعار خام برنت وغرب تكساس الوسيط، وسط مخاوف من اضطرابات الإمدادات، وردود فعل متباينة من الأسواق واللاعبين الكبار.

النقاط الأساسية

  • ترامب يهدد بفرض رسوم على واردات النفط الروسي للهند.
  • أسعار النفط ترتفع وسط مخاوف من اضطرابات الإمدادات.
  • الهند ترفض التهديدات وتتعهد بحماية مصالحها الاقتصادية.

شهدت أسواق النفط العالمية تقلبات ملحوظة وارتفاعات حادة في الأسعار، عقب تصعيد غير مسبوق من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد أكبر مشتري النفط الروسي، وفي مقدمتهم الهند. فقد أعلن ترامب عزمه فرض رسوم جمركية إضافية مرتفعة على الدول المستمرة في استيراد الخام الروسي، معتبراً أن هذه العائدات تساعد روسيا في الاستمرار بحربها في أوكرانيا، الأمر الذي انعكس فوراً على حركة السوق وأشعل مخاوف اضطرابات الإمدادات.

ما وراء تهديدات ترامب لمشتري الخام الروسي؟

في تصريحات قوية، هدد ترامب بفرض عقوبات جديدة ورسوم جمركية ثانوية مرتفعة تصل إلى 100% على واردات الهند من النفط الروسي، ما وضع نيودلهي ودول آسيوية أخرى، مثل الصين، في مأزق جيوسياسي وتجاري حرج. أشار ترامب إلى أن الضغط على تدفقات العملات إلى موسكو يمكن أن يكون “الأداة الأنجع لإجبار بوتين على إنهاء الحرب”، مؤكدًا أن انخفاض عائدات الطاقة هو السبيل لإضعاف القدرات المالية الروسية.
وقد ردت الهند، التي تعد أكبر مشترٍ للنفط الروسي المنقول بحراً، على التهديدات الأمريكية بوصفها “غير مبررة”، متعهدة بحماية مصالحها الاقتصادية الوطنية رغم كل الضغوط.

قفزات وتقلبات في أسعار النفط

استجاب سوق النفط بسرعة لهذه التصريحات؛ إذ صعدت العقود الآجلة لخام برنت أكثر من 0.5% لتلامس 68-69دولارًا للبرميل خلال اليوم، بعد أن كانت قد هبطت لأدنى مستوياتها في خمسة أسابيع بفعل مخاوف زيادة إنتاج أوبك+ وتراجع الطلب العالمي.
وشهدت أسعار خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي ارتفاعًا مماثلًا ليصل التداول حول 65دولارًا للبرميل، في حين سجلت العقود مكاسب محدودة بسبب استمرار حالة الحذر في أوساط المستثمرين بشأن قدرة السوق على التكيف مع احتمال تقلص إمدادات الخام الروسي في حال نفاذ تهديدات ترامب بشكل فعلي.

رد فعل الأسواق واللاعبين الكبار

Advertisement
  • هناك قلق متصاعد بين شركات التكرير الهندية، وبعض الناقلات اتجهت لتغيير وجهتها تجنبًا للعقوبات، بينما شددت الحكومة الهندية على استمرار علاقاتها التجارية مع روسيا رغم التهديد.
  • يراقب المستثمرون أيضاً بيانات مخزونات الخام الأمريكية، التي أظهرت سحبًا كبيرًا يؤيد الاتجاه الصعودي للأسعار ولو مؤقتاً.
  • يحذّر محللون من أن تعطيل تدفقات النفط من روسيا، أحد أكبر مصدري الخام عالمياً، قد يعيد رسم خريطة الإمدادات ويدفع المشترين الآسيويين للبحث عن بدائل من الخليج وأفريقيا، ما يرفع حالة التوتر في الأسواق ويزيد من هامش تقلب الأسعار الفصلي.

تداعيات محتملة على المدى القريب

يشير مراقبون إلى أن أي تصعيد إضافي في تطبيق الرسوم أو العقوبات على مشتري النفط الروسي قد يتسبب في اضطرابات في سلاسل الإمداد، ويرفع تكاليف الشحن والتكرير عالمياً. برغم محاولات بعض الأطراف في أوبك+ زيادة الإنتاج لتعويض أي فجوات متوقعة، يبقى الحذر سيد الموقف بين المتعاملين والاقتصادات الناشئة المستوردة للطاقة، مع ترقب نتائج المباحثات الأمريكية الروسية وتطورات الموقف الهندي خلال أيام.

هكذا أوقدت تهديدات ترامب فتيل موجة جديدة من عدم اليقين في سوق الطاقة، وأكدت مرة أخرى أن السياسة الدولية والعقوبات تظل عاملاً حاسماً في رسم أسعار النفط ومساراته المستقبلية، في عالم يزداد فيه التشابك بين السياسة والاقتصاد والطاقة.