سجلت أسعار الذهب عالمياً ارتفاعاً ملحوظاً يوم الجمعة 8 أغسطس 2025، مدعومة بتزايد الإقبال على الملاذات الآمنة في ظل التوترات التجارية العالمية وتوقعات خفض أسعار الفائدة الأمريكية.
السعر الفوري للذهب يقترب من 3400 دولار
بلغ سعر الذهب الفوري نحو 3388 دولاراً للأوقية، وهو مستوى مرتفع مقارنة بالأسبوع الماضي. وفي الولايات المتحدة، سجلت العقود الآجلة للذهب مستويات قياسية عند 3484 دولاراً للأوقية، ما يعكس زيادة في الطلب على الأصول الآمنة. وفقا لوكالة رويترز.
العوامل المؤثرة في ارتفاع أسعار الذهب عالمياً
ساهمت عدة عوامل في دفع أسعار الذهب عالمياً نحو الارتفاع. أولاً، زادت احتمالات خفض أسعار الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي في سبتمبر المقبل، مع توقع الأسواق تخفيضاً بواقع 25 نقطة أساس، بنسبة تفوق 91%.
ثانياً، أدى فرض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رسوماً جمركية جديدة على عشرات الدول إلى تعزيز المخاوف الاقتصادية، ما رفع الطلب على الذهب. كما أُعلنت رسوم بنسبة 100% على واردات أشباه الموصلات غير المنتجة داخل الولايات المتحدة.
بيانات العمالة الأمريكية تدعم التوقعات
أظهرت بيانات حديثة أن عدد المتقدمين لإعانات البطالة في الولايات المتحدة بلغ أعلى مستوى له في شهر، ما يعكس تباطؤاً في سوق العمل. وقد أضاف الاقتصاد 73 ألف وظيفة غير زراعية فقط الشهر الماضي، بينما خُفضت أرقام الشهرين السابقين بمقدار 258 ألف وظيفة.
السياسة النقدية العالمية تؤثر على أسعار الذهب عالمياً
قام بنك إنجلترا بتخفيض سعر الفائدة من 4.25% إلى 4.00%، مما ساهم في ارتفاع طفيف في أسعار الذهب المقومة بالجنيه الإسترليني. وقد أيد خمسة من تسعة أعضاء في لجنة السياسة النقدية القرار، بينما صوت الباقون للإبقاء على المعدل.
كما استمرت البنوك المركزية، لاسيما البنك الشعبي الصيني، في تعزيز احتياطياتها من الذهب. وارتفعت حيازة الصين إلى 73.96 مليون أوقية في يوليو، مقارنة بـ73.90 مليون أوقية في نهاية يونيو، ما يعكس استمرار الطلب الرسمي على الذهب.
توقعات مستقبلية لأسعار الذهب عالمياً
رفع بنك سيتي تقديراته لسعر الذهب إلى 3500 دولار للأوقية خلال الأشهر الثلاثة القادمة، مقارنة بتقديرات سابقة عند 3300 دولار. وتم تعديل نطاق التداول المتوقع ليصبح بين 3300 و3600 دولار، في ظل استمرار ضعف النمو والتضخم في الولايات المتحدة.
بناءً على هذه المؤشرات، يبدو أن أسعار الذهب عالمياً قد تواصل الارتفاع في المدى القريب، بدعم من السياسات النقدية التيسيرية، والمخاطر الجيوسياسية، وطلب البنوك المركزية المتزايد.