تمكن القبطان ولاء حافظ من تحقيق رقم قياسي جديد في موسوعة غينيس لأطول فترة غوص تحت الماء لمصاب بالشلل الرباعي، حيث استمر تحت الماء لمدة 6 ساعات و4 دقائق و45 ثانية.
نجح الربان ولاء حافظ، أحد مرشدي هيئة قناة السويس وبطل القوات الخاصة البحرية السابق، في تحطيم حاجز المستحيل وتحقيق إنجاز تاريخي يحسب لأبناء مصر. تمت هذه المحاولة التاريخية يوم الاثنين 12 أغسطس 2025، في حمام السباحة الدولي بهيئة قناة السويس بمدينة الإسماعيلية.
حضر الحدث التاريخي الفريق أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، واللواء أركان حرب أكرم جلال محافظ الإسماعيلية، إلى جانب ممثلين من موسوعة غينيس للأرقام القياسية. شارك في الحضور أيضاً ممثلون من وزارة الشباب والرياضة ووزارة التضامن الاجتماعي، وسامح الشاذلي رئيس الاتحاد المصري للغوص والإنقاذ.
التحضير والإشراف الطبي المتكامل
تمت المحاولة تحت إشراف فريق طبي متكامل وفريق من الغواصين المحترفين
جرت المحاولة تحت إشراف طبي كامل وبحضور فريق متخصص من الغواصين المحترفين لضمان سلامة البطل أثناء تأدية هذا الإنجاز الاستثنائي. تم توثيق الحدث بالكامل بالفيديو والصوت على مدى 10 ساعات، وهي فترة الغوص تحت المياه، وذلك لإرساله إلى موسوعة غينيس للاعتماد الرسمي.
قام اللواء أكرم جلال محافظ الإسماعيلية بتحفيز القبطان ولاء حافظ قبل بدء المحاولة، متمنياً له التوفيق وتحقيق رقم قياسي عالمي يبرهن على إرادة وعزيمة الإنسان المصري الذي لا يعرف المستحيل.
رحلة كفاح استثنائية
استمر القبطان ولاء حافظ في ممارسة الغوص رغم تعرضه لحادث مروري تسبب في إصابته بالشلل الرباعي
يعمل القبطان ولاء حافظ حالياً كمرشد بهيئة قناة السويس وأمين أمانة متحدي الإعاقة بحزب حماة الوطن بالإسماعيلية. سبق له أن حقق رقماً قياسياً عالمياً عام 2015 قبل تعرضه للحادث، حيث قام بالغطس لمدة 51 ساعة و24 دقيقة و13 ثانية.
تعرض القبطان حافظ لحادث سير مؤلم على طريق الإسماعيلية-السويس أدى إلى إصابته بالشلل الرباعي وفقدان قدرته على الحركة. رغم تحذيرات الأطباء من مخاطر الغوص على حياته بعد الحادث، لم يتخل حافظ عن حلمه وقرر ممارسة الغوص مرة أخرى.
إنجازات سابقة ومسيرة مهنية متميزة
شغل القبطان ولاء حافظ مناصب مهمة في القوات الخاصة البحرية وهيئة قناة السويس
عمل القبطان حافظ كضابط بالقوات البحرية المصرية حتى عام 2010، عندما ترك الخدمة بسبب إصابة في الغضروف والتحق بالمعهد القومي للبحوث كقائد لفريق الغوص. شارك الفريق في إجراء أبحاث حول أسماك القرش التي هاجمت السياح في شرم الشيخ، قبل أن ينتقل للعمل كمرشد مع السلطة البحرية لهيئة قناة السويس.
في عام 2020، حاول القبطان تحطيم رقمه القياسي السابق في فعالية استمرت ستة أيام تحت رعاية شركة المصرية للاتصالات WE، وتمكن من الغوص لمدة خمس ساعات. كان هذا الإنجاز جزءاً من حملة “Put Cancer Under Pressure” لمكافحة السرطان.
دعم مجتمعي واسع ورسالة إنسانية
يهدف الإنجاز إلى تشجيع ذوي الهمم وإرسال رسالة سلام للعالم
نظم اتحاد المستثمرات العرب الفعالية برعاية وزارتي الشباب والرياضة والتضامن الاجتماعي، وهيئة قناة السويس، بحضور عدد كبير من المستثمرات والمستثمرين وسيدات ورجال الأعمال. شارك في الحضور وفد مميز من الأردن والجزائر وليبيا وتونس والسودان.
أكدت الدكتورة هدى يسى رئيس اتحاد المستثمرات العرب أن دعم ذوي الهمم ليس مسؤولية مجتمعية فقط، ولكن واجب وطني والتزام إنساني ووطنية حقيقية لرفع اسم مصر بأبطالها ذوي الهمم. وأشارت إلى أن تنظيم الاتحاد لهذه الفعالية يأتي في إطار خطة واهتمام اتحاد المستثمرات العرب بالأشخاص ذوي الإعاقة ودعم قدراتهم وإرادتهم.
شهادات تقدير ودعم رسمي
تلقى الإنجاز دعماً واسعاً من المسؤولين والشخصيات العامة
أشاد الحضور بروح القبطان حافظ القتالية وإصراره، معتبرين إنجازه نموذجاً يحتذى في الإرادة والتحدي، ونجاحاً يرفع اسم مصر في المحافل العالمية. حضر الفعالية أيضاً اللواء أحمد عبدالله محافظ البحر الأحمر السابق، والدكتور محمد شيحة الأمين العام لحزب حماة الوطن بالإسماعيلية.
قدمت الدكتورة هدى يسى رئيس اتحاد المستثمرات العرب درع تكريم الاتحاد للقبطان ولاء حافظ في ختام الحفل، تقديراً لهذا الإنجاز التاريخي.
رسالة إلهام وأمل
يعبر الإنجاز عن قدرة الإرادة الإنسانية على تحدي الصعاب
عقب تحقيق الإنجاز، أكد البطل القبطان ولاء حافظ أن الإرادة وعدم الاستسلام هما الحافز على تخطي الصعوبات، وأن إيمانه بالله والأفراد المقربين إليه الذين عملوا على مساعدته كان سبباً في وصوله للأرقام القياسية. أضاف قائلاً: “أحببت رياضة الغطس منذ عملي في القوات البحرية، وعملت على تحسين مهاراتي في هذه الرياضة من خلال الممارسة والتدريب حتى عملت على تدريب الأفراد على الغطس”.
أعرب القبطان عن فخره بتجربته في الغطسة التاريخية كأول مصاب بالشلل الرباعي يقوم بتحقيق رقم قياسي جديد في الغوص. هذا الإنجاز يجسد عزيمة وإرادة الإنسان المصري في مواجهة التحديات، ويرسل رسالة أمل لكل من يواجه صعوبات صحية أو بدنية.
يذكر أن هذا الإنجاز تم ضمن احتفالات موسوعة غينيس بمرور 70 عاماً على تأسيسها، مما يضفي أهمية خاصة على هذا الحدث التاريخي الذي سيبقى محفوراً في ذاكرة الرياضة العالمية كرمز للإرادة والعزيمة الإنسانية.