أعلن وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي أن مصر بدأت بالفعل في تدريب خمسة آلاف شرطي فلسطيني لنشرهم في قطاع غزة عقب انتهاء الحرب، وذلك في إطار خطة شاملة لسد الفراغ الأمني القائم حالياً في القطاع.
وأوضح عبد العاطي، خلال مقابلة تلفزيونية أذيعت على قناة DMC المصرية يوم الأربعاء الماضي، أن هذا التدريب يتم بالتعاون مع الأردن والسلطة الوطنية الفلسطينية، مؤكداً أنه تم التوصل إلى قوائم واضحة بأسماء أفراد الشرطة الفلسطينية الذين يخضعون للتدريب حالياً في معسكرات مصرية.
مكونات الخطة الأمنية الشاملة
تشمل خطة سد الفراغ الأمني في القطاع مكوّنين رئيسيين، وفقاً لما كشفه الوزير المصري. المكون الأول يتمثل في تدريب خمسة آلاف عنصر شرطي فلسطيني جديد في معسكرات مصرية وأردنية، بينما يشمل المكون الثاني نشر خمسة آلاف عنصر إضافي من أفراد الشرطة التابعة للسلطة الفلسطينية الموجودين أصلاً.
وأشار عبد العاطي إلى أن العناصر الأمنية الفلسطينية الموجودة في غزة “متواجدون ولا يقومون بعملهم الآن”، مؤكداً أن المطلوب هو “استدعاؤهم من منازلهم وإعادة تدريبهم وإعادة تنشيط الأحياء منهم”.
معايير الاختيار والتدريب
أكد الوزير المصري أن عملية اختيار العناصر الأمنية تتم بعناية فائقة من قبل الجانب المصري والجهات المعنية المصرية بالتنسيق مع الأشقاء في الأردن والسلطة الفلسطينية، لضمان أنهم “ليسوا من المتطرفين وليسوا مجرمين وسيخدمون بالفعل الشعب الفلسطيني بالتأكيد وسجلاتهم نظيفة”.
وشدد عبد العاطي على أن التدريب ليس مجرد كلام نظري، مؤكداً أن مصر “بدأت بالفعل في تحديد أسماء محددة ويتم التدريب على مجموعات داخل المعسكرات المصرية”، كما تتعاون مع الجانب الأردني لتدريب أعداد أخرى إضافية تمهيداً لوقف إطلاق النار.
إدارة القطاع بعد الحرب
كشف وزير الخارجية المصري عن رؤية شاملة لإدارة قطاع غزة بعد انتهاء الحرب، مؤكداً أنه تم التفاهم مع “كل الأطراف المعنية” على تشكيل لجنة من 15 شخصية فلسطينية من التكنوقراط البارزة في غزة لإدارة القطاع لمدة ستة أشهر كفترة انتقالية.
وأوضح عبد العاطي أن هذه اللجنة ستكون “نواة حقيقية لفرض الأمن والقانون في غزة”، مشدداً على أن السلطة الفلسطينية ستتولى إدارة القطاع عبر لجنة خاصة وذلك تحقيقاً للوحدة الترابية بين جزأي الدولة الفلسطينية.
مؤتمر إعادة الإعمار
أشار الوزير المصري إلى أن عملية نشر هذه العناصر الشرطية وقضية إعادة إعمار قطاع غزة ستكون تحت رعاية رئيس الوزراء الفلسطيني، الذي سيحضر مؤتمر القاهرة الدولي لإعادة الإعمار في غزة عقب التوصل لوقف إطلاق النار.
وأكد أن المؤتمر سيتضمن عدة ورش عمل منها الترتيبات الأمنية والتنمية وإعادة الإعمار، مشيراً إلى أن السلطة الفلسطينية قادرة على إدارة غزة عبر مسؤولياتها المختلفة.
السياق الإقليمي والدولي
تأتي هذه الخطة المصرية في إطار الجهود الإقليمية والدولية للتوصل إلى حل شامل للأزمة في قطاع غزة. وقد أكدت مصادر دبلوماسية أن الخطة تحظى بدعم من شركاء دوليين، حيث تم التوافق على أن تكون الخطة العربية الإسلامية لإعادة الإعمار هي الأساس للمرحلة المقبلة.
وأكد عبد العاطي أن مصر تجري اتصالات يومية مع الشركاء في قطر والولايات المتحدة في إطار جهود استئناف عملية التفاوض للوصول إلى وقف شامل لإطلاق النار. كما شدد على أن “الأمن الإسرائيلي لن يتحقق إلا من خلال التجاوب الجاد مع الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وعلى رأسها إقامة دولة مستقلة ذات سيادة”.
تُعتبر هذه الخطة جزءاً من رؤية مصرية شاملة لما بعد الحرب في غزة، تهدف إلى ضمان الاستقرار الأمني وإعادة الإعمار تحت الإشراف الفلسطيني، مع التأكيد على وحدة الأراضي الفلسطينية ورفض أي محاولات للفصل بين غزة والضفة الغربية.
