تشهد دار الأزياء الأميركية “Coach” نهضة حقيقية في عالم الموضة، بعد أن استطاعت الماركة العريقة التي تأسست عام 1941 أن تتصدر قوائم الحقائب المفضلة لدى المشاهير وجيل الشباب على حد سواء. من لقطات بيلا حديد الساحرة في شوارع نيويورك إلى لحظات آن هاثاواي الأنيقة، ومن إطلالات ميغان ذي ستاليون المميزة إلى تفضيلات النجمات الشابات، أصبحت حقائب Coach رمزاً للأناقة العصرية التي تمزج بين التراث والحداثة.
بيلا حديد
تُعتبر عارضة الأزياء بيلا حديد السفيرة غير الرسمية لعلامة Coach في الوقت الراهن، حيث رُصدت وهي تحمل عدة أنواع من حقائب الدار خلال العام الماضي. في مارس 2025، ظهرت حديد وهي تحمل حقيبة Coach Empire Carryall 34 الجديدة في شوارع مانهاتن، والتي تمتاز بتصميمها الأنيق والعملي في الوقت نفسه.
تميزت الحقيبة بشكلها المستطيل وجلدها اللامع مع إغلاق بسحاب ذهبي، وقد نسقتها حديد مع فستان أسود بأكمام طويلة وأزرار متدرجة، وجوارب شبه شفافة، وأحذية طويلة لامعة من Vince Camuto. أكملت الإطلالة بنظارة شمسية بيضاوية من Gucci، مما أضفى على المظهر طابعاً عتيقاً مستوحى من التسعينيات.
لكن هذه ليست المرة الأولى التي تُشاهد فيها حديد وهي تحمل حقائب Coach، فقد كانت من أوائل المعجبين بحقيبة Brooklyn 39 Shoulder Bag التي أصبحت من أكثر الحقائب مبيعاً خلال صيف 2024. ظهرت حديد بالحقيبة السوداء الجلدية مع بنطال جلدي عتيق من Gucci ومعطف جلدي، مما جعل الحقيبة تنفد من المخازن فوراً.

آن هاثاواي
في مفاجأة سارة لمحبي السينما والموضة معاً، اختارت النجمة آن هاثاواي حقيبة Coach عتيقة أثناء تصوير فيلم “The Devil Wears Prada 2” في شوارع نيويورك. الحقيبة هي من طراز Metropolitan Briefcase العتيق الذي صدر لأول مرة عام 1987، وهي حقيبة جلدية سوداء بحزام علوي قابل للطي.
شوهدت هاثاواي وهي تحمل الحقيبة خلال مشهد تصوير درامي في 28 يوليو، حيث كانت ترتدي سترة صوفية زرقاء داكنة وبلوزة منقوشة وسروال أسود، مما أضفى على الإطلالة طابعاً مهنياً أنيقاً. تشير التقارير إلى أن Coach أعادت طرح نفس التصميم من خلال برنامج Re(Loved) مقابل 895 دولاراً، لكنه نفد خلال دقائق من طرحه.
تُجسد اختيارات هاثاواي التطور في شخصية آندي ساكس، حيث تحولت من حقائب البيان الصاخبة إلى التصاميم الكلاسيكية الهادئة، مما يعكس نضجها المهني وذوقها المتطور.

ميغان ذي ستاليون والتعاون الإبداعي
شاركت النجمة ميغان ذي ستاليون في عدة حملات إعلانية مع Coach، مما عزز من مكانة الدار في عالم موسيقى الهيب هوب والثقافة الشعبية. في يوليو 2021، شاركت في حملة تعاونية بين Coach و Bape، حيث ظهرت مع كلبها الفرنسي في تصوير أجراه المصور ساندي كيم.
تضمنت المجموعة التعاونية حقائب وملابس مطبوعة بنمط محدود يجمع بين الشعار المونوغرامي لـ Coach ورمز رأس القرد المميز لـ Bape، بالإضافة إلى أحذية وإكسسوارات متنوعة.
في حملة ربيع 2022، تحدثت ميغان عن علاقتها الطويلة مع العلامة التجارية، مشيرة إلى أن ذكرياتها مع Coach تعود إلى طفولتها عندما كانت جدتها تشتري لها محافظ صغيرة من الدار. قالت ميغان: “التعاون مع Coach يثير في نفسي مشاعر الحنين، فأنا معجبة بهذه العلامة منذ طفولتي”.
النهضة الرقمية وتأثير الجيل الجديد
نجحت Coach في جذب جيل Z والشباب من خلال استراتيجية تسويقية ذكية تعتمد على وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة TikTok حيث انتشرت مقاطع الفيديو التي تعرض حقائب الدار بشكل واسع. ساعدت موجة الحنين للعقد الأول من الألفية الثانية (Y2K) في عودة التصاميم العتيقة لـ Coach إلى دائرة الضوء.
تشير البيانات إلى أن أكثر من 66% من العملاء الجدد البالغ عددهم حوالي 900 ألف عميل في أميركا الشمالية خلال الربع الأخير ينتمون إلى جيل Z والألفية. هذا التحول الديموغرافي ساهم في زيادة إيرادات Coach بنسبة 15% مقارنة بالفترة نفسها من العام السابق.
التراث والحرفية العريقة
تأسست Coach عام 1941 كورشة عائلية في علية بشارع 34 في مانهاتن، حيث عمل ستة حرفيين في صناعة المحافظ والحافظات الجلدية يدوياً. استوحى المؤسسون تصاميمهم من قفاز البيسبول، حيث لاحظوا أن الجلد يصبح أكثر نعومة ومرونة مع الاستخدام.
في عام 1961، انضمت المصممة بوني كاشين إلى الدار كأول مديرة إبداعية، وأحدثت ثورة في تصميم الحقائب من خلال إضافة الجيوب الجانبية والألوان الزاهية والإكسسوارات المعدنية المميزة. يُعتبر قفل الدوران الفضي الذي أضافته كاشين من أيقونات Coach حتى اليوم.

النجاح التجاري والانتشار العالمي
حققت حقيبة Brooklyn من Coach نجاحاً تجارياً كبيراً، حيث صُنفت كأهم منتج موضة في الربع الرابع من 2024 وفقاً لموقع Lyst للتسوق العالمي. ارتفع الطلب على منتجات Coach على المنصة بنسبة 332% مقارنة بالعام السابق.
تتراوح أسعار حقائب Coach بين 295 دولاراً للحقائب الصغيرة و495 دولاراً للأحجام الكبيرة، مما يجعلها في متناول شريحة واسعة من المستهلكين مقارنة بدور الأزياء الراقية الأخرى. هذا التسعير الذكي ساهم في ترسيخ مكانة Coach كعلامة تجارية فاخرة وعملية في الوقت نفسه.
الاستدامة والمسؤولية البيئية
تبنت Coach مبادرات الاستدامة من خلال مشروع Coachtopia الذي يركز على استخدام المواد المعاد تدويرها في إنتاج تصاميم جديدة. كما طورت الدار برنامج (Re)Loved الذي يتيح للعملاء استبدال أو إصلاح أو تحديث حقائبهم القديمة، مما يدعم مبدأ الاقتصاد الدائري.
تستفيد Coach من الاهتمام المتزايد بالتسوق العتيق والمستدام، حيث تشهد الحقائب العتيقة للدار طلباً متزايداً في أسواق السلع المستعملة. هذا التوجه يعكس وعي المستهلكين البيئي ورغبتهم في امتلاك قطع تراثية تحمل قيمة تاريخية وثقافية.
Coach نجحت في إعادة تعريف نفسها كدار أزياء عصرية تحترم تراثها العريق، مستفيدة من قوة وسائل التواصل الاجتماعي وتأثير المشاهير لتصل إلى جمهور جديد. من خلال المزج بين الحرفية التقليدية والتصاميم المبتكرة، ومن خلال التسعير الذكي والاهتمام بالاستدامة، تمكنت الدار من ترسيخ مكانتها كأحد أبرز لاعبي سوق الأزياء الفاخرة في القرن الحادي والعشرين.