كشفت مؤسسة دبي الذكية عن أول عائلة إماراتية افتراضية في دولة الإمارات العربية المتحدة، مدعومة بتقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة، في خطوة رائدة تهدف إلى تعزيز الوعي حول الخدمات الرقمية الحكومية وترسيخ مفهوم الحياة الذكية.
العائلة الرقمية تحمل أسماء إماراتية أصيلة
أعلنت مؤسسة دبي الذكية يوم الإثنين 18 أغسطس 2025 عن كامل أفراد العائلة الافتراضية، حيث قدمت الشخصية “لطيفة” نفسها وأفراد عائلتها في فيديو قصير نُشر عبر منصات التواصل الاجتماعي. تضم العائلة والدها “محمد” ووالدتها “سلامة” وشقيقها “راشد”، وتمثل أول نموذج رقمي إماراتي مستوحى من القيم المحلية.
جاء اختيار اسم “لطيفة” نتيجة تصويت شعبي شارك فيه ما يقارب 14 ألف شخص، حيث حصل الاسم على 43% من الأصوات، تلاه اسم “ميرا” بنسبة 37%، و”دبي” بنسبة 20%. هذه المشاركة المجتمعية الواسعة تعكس الاهتمام الكبير بهذه المبادرة الابتكارية.
مبادرة تنسجم مع “عام المجتمع”
تأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة المشاريع التي أطلقتها مؤسسة دبي الذكية في إطار “عام المجتمع” الذي أعلنه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، لتعزيز مفهوم المشاركة والتفاعل البناء مع أفراد المجتمع. تهدف المبادرة إلى تقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز المسؤولية المشتركة تحت شعار “يداً بيد”.
صرحت مؤسسة دبي الذكية في بيان رسمي نُشر في 31 يوليو 2025 أن المشروع يمثل “خطوة رائدة لتعزيز جودة الحياة الرقمية وترسيخ مكانة دبي كمركز عالمي للتحول الرقمي”. المبادرة مصممة كواجهة رقمية تفاعلية تمثل المجتمع الإماراتي وتعكس قيمه وتطلعاته.
سفراء رقميون لخدمات دبي الذكية
تُصنف العائلة الافتراضية كمجموعة من “السفراء الرقميين” الذين سيشاركون محتوى سردي يعكس الحياة الرقمية في دبي، ويروج لثقافة التكنولوجيا بطرق تتناغم مع الحياة اليومية. تستهدف هذه الشخصيات الافتراضية جميع الفئات العمرية والثقافات والجنسيات واللغات المختلفة.
تخطط مؤسسة دبي الذكية في المرحلة القادمة للتركيز على تطوير هويات تواصلية متكاملة لأفراد العائلة الافتراضية، وتقديم سلسلة من المحتوى القصصي والتوعوي المصمم للفئات العمرية وشرائح المجتمع المختلفة. هذه الجهود تهدف إلى جعل الخدمات الرقمية أكثر سهولة من خلال أشكال ترفيهية وتعليمية.
تقنيات متطورة لخدمة التحول الرقمي
تعتمد العائلة الافتراضية على تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة وتكنولوجيا البيانات لتقديم رسائل جذابة وتعليمية حول الخدمات الرقمية في دبي. الشخصيات مصممة لتكون دافئة وودودة، خاصة للأطفال والعائلات، وتشجع على الحوار حول التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والخدمات الرقمية.
تؤكد مؤسسة دبي الذكية أن هذه المبادرة تدعم رؤيتها الأوسع لبناء مستقبل يعزز فيه الابتكار الرقمي جودة الحياة، ويعزز رفاهية الإنسان، ويرسخ مكانة دبي كرائد عالمي في جميع جوانب الحياة الرقمية. من خلال هذا الجهد، تسعى المؤسسة لتسخير قوة الذكاء الاصطناعي لخلق مستقبل رقمي أكثر مرونة ومحورية حول الإنسان.
إنجازات دبي في المجال الرقمي
يأتي إطلاق العائلة الرقمية في وقت تحقق فيه دبي إنجازات متميزة في المجال الرقمي، حيث تقدمت إلى المرتبة الرابعة عالمياً في مؤشر المدن الذكية لعام 2025 الصادر عن معهد التطوير الإداري. هذا التقدم بثمانية مراكز يعكس النجاح الكبير في رحلة التحول الرقمي للإمارة.
تسجل دبي حالياً معدل رقمنة للخدمات الحكومية يصل إلى 99.5%، مع تحقيق هدف الحكومة اللاورقية بنسبة 100%. كما تشكل المعاملات الرقمية 87% من إجمالي معاملات الخدمات الحكومية، وقد طورت الحكومة أكثر من 120 تطبيقاً ذكياً للهواتف الذكية.
آفاق مستقبلية واعدة
ستظهر لطيفة وعائلتها قريباً عبر منصات التواصل الاجتماعي لتسليط الضوء على مبادرات مؤسسة دبي الذكية وتعزيز السلوك الآمن والمسؤول في المساحة الرقمية. تمثل هذه المبادرة جزءاً من استراتيجية دبي الأوسع لتطوير أدوات تواصل حديثة مدعومة بالذكاء الاصطناعي تعكس القيم الإماراتية وتجذب الأجيال الجديدة بلغتهم وأسلوبهم الرقمي المفضل.
تؤكد هذه المبادرة الرائدة التزام دبي بالابتكار والرفاهية والمشاركة الشاملة، وتساهم في تشكيل مستقبل رقمي مرن ومتمحور حول الإنسان. كما تعزز موقع دبي كوجهة عالمية رائدة في مجال التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي، مما يجعلها نموذجاً يُحتذى به على مستوى العالم في تطبيق التقنيات المتطورة لخدمة المجتمع وتحسين جودة الحياة.