بعد المحادثات مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين في واشنطن، اتصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتحدث مطولاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لمناقشة التجمع الاستثنائي للحلفاء، وقال ترامب إنه سيعمل الآن على ترتيب اجتماع بين زيلينسكي وبوتين، في سبيل ايجاد حل للأزمة الأوكرانية.
لا انضمام لأوكرانيا لحلف شمال الأطلسي، مع ضمانات أمنية

ترامب استبعد السماح لأوكرانيا الانضمام إلى حلف الناتو، مما سيوسع حماية التحالف العسكري لتشمل الدولة المحاصرة، وفقاً لأسوشيتد برس.
ترامب أعرب أيضاً عن دعمه للضمانات الأمنية لأوكرانيا، على الرغم من أن التفاصيل لا تزال غامضة.
وقال ترامب إن الدول الأوروبية “تريد توفير الحماية وتشعر بقوة حيال ذلك، وسنساعدها في ذلك”، وقد أسعد ذلك زيلينسكي الذي قال إن الولايات المتحدة تقدم “مثل هذه الإشارة القوية”.
ومع تطلع الأوروبيين إلى إنشاء قوة يمكنها دعم أي اتفاق سلام في أوكرانيا، أشار ترامب إلى أن بوتين سيكون منفتحاً على قبول الضمانات الأمنية، وقال المبعوث الخاص ستيف ويتكوف يوم الأحد، إن موسكو منفتحة على قبول الحماية على غرار الناتو لأوكرانيا.
ترحيب أوروبي بفكرة الضمانات الأمنية

الزعماء الأوربيون أشادوا بهذه الفكرة، والمعنى الأكبر الذي قد تحمله، فقد قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، “عندما نتحدث عن الضمانات الأمنية فإننا نتحدث عن أمن القارة الأوروبية برمته”، وقال ماكرون إن المحادثات لتحديد ما ترغب الولايات المتحدة في تقديمه ستبدأ في أقرب وقت يوم الثلاثاء.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته عن القتال في أوكرانيا، “إذا لعبنا هذا بشكل جيد، فيمكننا إنهائه”، وفي مقابلة مع فوكس نيوز، وصف ترامب بأنه “مذهل”، وقال إن المقايضات المحتملة للأراضي الأوكرانية لم تتم مناقشتها.
وأضاف روته، “أولاً، نحتاج إلى وضوح كامل بشأن المبادئ التوجيهية الأمنية”، وأشار إلى أنه على الرغم من أن أوكرانيا قد لا تكون عضواً في حلف شمال الأطلسي، إلا أنه ستكون هناك مناقشات بشأن ضمانات أمنية مماثلة لتلك الممتدة لأعضاء الحلف.
من جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بعد الاجتماع إن هناك “تقدماً حقيقياً” و “شعوراً حقيقياً بالوحدة”، فيما قالت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين إن جميع الأطراف تعمل معاً من أجل “سلام عادل ودائم”.
أما المستشار الألماني فريدريك ميرز، فقدم لهجة أكثر توازناً، وقال إن “الطريق مفتوح الآن” لوقف القتال، لكن الخطوات التالية “أكثر تعقيداً”.
ولم يعط ترامب التزاماً فقال “إذا تمكنا من تحقيق وقف إطلاق النار، فهذا رائع”.
استقبال مختلف لزيلينسكي في البيت الأبيض عن آخر لقاء له مع ترامب

كان الاجتماع مع ترامب في المكتب البيضاوي مختلفاً بشكل كبير عما كان عليه قبل 6 أشهر، عندما وبخ ترامب وفانس زيلينسكي لعد امتنانه بما فيه الكفاية للدعم العسكري الأمريكي.
وقال مراسل لزيلينسكي “أنت تبدو رائعاً” فرد ترامب “قلت نفس الشيء”، ثم قال ترامب لزيلينسكي “هذا هو الشخص الذي هاجمك في المرة الأخيرة، وقال الرئيس الأوكراني إنه يتذكر.
وأعرب زيلينسكي عن امتنانه للولايات المتحدة والحلفاء الأوروبيين لدعم بلاده، وشكر مراراً وتكراراً السيدة الأولى ميلانيا ترامب على إرسال رسالة إلى بوتين حول وقف قتل الأطفال خلال الحرب.
الأزمة الأوكرانية: المرحلة المقبلة من المفاوضات تعود إلى بوتين

ووفقاً لأسوشيتد برس، فقد قال ترامب، الذي تفاخر في مناسبات عدة خلال الحملة الرئاسية بأنه يمكن أن يحسم الحرب الروسية الأوكرانية في يوم واحد، مراراً وتكراراً أمس الاثنين إن الأمر أكثر تعقيداً بكثير مما كان يعتقد في أي وقت مضى.
لكنه أشار أيضاً، على الارجح إلى أن القتال الذي احتدم لسنوات يمكن أن ينتهي بسرعة، وقال ترامب “بعد أسبوع أو أسبوعين، سنعرف ما إذا كنا سنحل هذا الأمر، أو ما إذا كان هذا القتال الرهيب سيستمر”، حتى أنه أشار إلى أن القضايا التي لم يتم حلها بعد لم تكن “معقدة للغاية”.
الأزمة الأوكرانية: التنازل عن الأراضي، وقضايا أخرى تحتاج لحل

ومع كل التقدم والترحيب بما أسفرت عنه مباحثات ترامب مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين، فلا يزال هناك الكثير من القضايا دون حل بحسب مراقبين، بما في ذلك الخطوط الحمراء غير المتوافق عليها، مثل ما إذا كانت أوكرانيا ستتنازل عن أي أرض لروسيا، ومستقبل الجيش الأوكراني، وما إذا كانت البلاد ستحصل في النهاية على ضمانات أمنية دائمة وذات مغزى.
بدء الترتيبات لعقد اجتماع مباشر بين بوتين وزيلينسكي

وقال ترامب إنه بدأ الترتيبات لعقد اجتماع وجهاً لوجه بين بوتين وزيلينسكي، لكن مستشار الشؤون الخارجية الروسي يوري أوشاكوف قال فقط إن بوتين وترامب أجريا مكالمة هاتفية استمرت 40 دقيقة و “تحدثا لصالح” مواصلة المحادثات المباشرة بين الجانبين، حسبما ذكرت وكالة تاس الروسية للأنباء الحكومية.
وخارج البيت الأبيض، قال زيلينسكي إنه لم يتم تحديد موعد لهذا الاجتماع، لكن الولايات المتحدة اقترحت أن يكون في أقرب وقت ممكن، مضيفاً “لكن من أجل ذلك، هناك حاجة إلى موافقة جميع الأطراف”، وبين أن مسالة الأرض، “مسألة سنتركها بيني وبين بوتين”.
وعلى الرغم من أن العديد من القادة الأوربيين يعارضون التخلي عن وقف إطلاق نار محتمل عل طريق السعي إلى سلام دائم، إلا أنه أيدوا اجتماعاً بين ترامب وزيلينسكي وبوتين، كما أشار ماكرون إلى قمة أخرى يمكن أن تضم الرؤساء الثلاثة وكبار القادة الأوروبيين.
وقال ماكرون “فكرة الاجتماع الثلاثي مهمة للغاية، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لإصلاحها”.