شنت روسيا، ليلة أمس الأربعاء، واحداً من أكبر هجماتها الجوية هذا العام على أوكرانيا، إذ أطلقت 574 طائرة مسيرة و40 صاروخاً باليستياً وكروز، حسبما أعلنت القوات الجوية الأوكرانية اليوم الخميس، وذلك وسط دفعة دبلوماسية أمريكية متجددة لوقف الحرب المستمرة منذ ثلاث سنوات، بحسب أسوشيتد برس.
استهداف المناطق الغربية ومخازن الأسلحة الأمريكية
استهدف الهجوم في الغالب المناطق الغربية من البلاد، حيث يُعتقد أن معظم المساعدات العسكرية التي يقدمها حلفاء أوكرانيا الغربيون يتم تسليمها وتخزينها هناك.
وأسفرت الضربات عن مقتل شخص واحد على الأقل وإصابة 15 آخرين، وفقاً للمسؤولين.
كان هذا ثالث أكبر هجوم جوي روسي هذا العام من حيث عدد الطائرات المسيرة المُطلقة، والثامن من حيث حجم الصواريخ، وفقاً للأرقام الرسمية، ومعظم هذه الهجمات الروسية أصابت مناطق مدنية.
في مدينة لفيف الغربية، قُتل شخص واحد وأصيب ثلاثة آخرون حيث ألحق الهجوم أضراراً بـ26 مبنى سكنياً وروضة أطفال ومباني إدارية، حسبما كتب رئيس المنطقة مكسيم كوزيتسكي على تليغرام.
وقالت النيابة الإقليمية إن ثلاثة صواريخ كروز روسية مزودة بذخائر عنقودية ضربت المدينة.
ضربة لمصنع إلكترونيات أمريكي
تعرض مصنع إلكترونيات أمريكي قرب الحدود المجرية أيضاً للقصف، وفقاً لأندي هاندر، رئيس الغرفة التجارية الأمريكية في أوكرانيا، ومصنع “فليكس” هو واحد من أكبر الاستثمارات الأمريكية في أوكرانيا، كما أخبر هاندر وكالة أسوشيتيد برس عبر الهاتف.
في لحظة الإصابة، كان 600 عامل في الوردية الليلية موجودين في المبنى، وأصيب ستة منهم، وأضاف هاندر أن الهجمات الروسية على أوكرانيا منذ إطلاق الغزو ألحقت أضراراً بممتلكات أكثر من نصف أعضاء الغرفة البالغ عددهم حوالي 600 عضو.
قال هاندر: “الرسالة واضحة: روسيا لا تبحث عن السلام، روسيا تهاجم الأعمال الأمريكية في أوكرانيا، وتذل الأعمال الأمريكية”.
موسكو تبرر الهجوم باستهداف مناطق عسكرية
قالت وزارة الدفاع الروسية إن الضربات استهدفت “مشاريع المجمع الصناعي العسكري الأوكراني”. زعمت أن الهجوم أصاب مصانع طائرات مسيرة ومستودعات تخزين ومواقع إطلاق صواريخ، بالإضافة إلى مناطق تجمعت فيها القوات الأوكرانية، وتنكر روسيا مراراً وتكراراً استهداف المناطق المدنية في أوكرانيا.
زيلينسكي: لا علامات على مفاوضات ذات معنى
من جانبه أدان زيلينسكي الهجوم الليلي، قائلاً إنه نُفذ “كما لو أن لا شيء يتغير على الإطلاق”، وقال إن موسكو لم تُظهر أي علامات على السعي لمفاوضات ذات معنى لإنهاء الحرب، وحث المجتمع الدولي على الرد بضغط أقوى على موسكو، بما في ذلك عقوبات ورسوم جمركية أشد.
من جهتها، واصلت أوكرانيا هجماتها بطائرات مسيرة طويلة المدى من إنتاج محلي على البنية التحتية داخل روسيا التي تدعم المجهود الحربي لموسكو، وقد أصابت من بين أهداف أخرى،مصافي النفط، فيما وصلت أسعار البنزين الروسية بالجملة إلى مستويات قياسية في الأيام الأخيرة.