بدأ بركان كيلاويا في جزيرة هاواي الكبرى بنفث حمم بركانية جديدة في حوالي الساعة 2:04 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (1:04 بتوقيت جرينتش) يوم 22 أغسطس، حسب ما ذكره مرصد البراكين الهاوائية. هذا الثوران، الذي يُعتبر الحلقة الـ31 من النشاط البركاني المستمر، أطلق نوافير حمم وصلت إلى ارتفاع 100 قدم أو حوالي 30 متراً عبر أرضية فوهة القمة.
تفاصيل الحلقة البركانية وخصائصها المميزة
تميزت الحلقة الـ31 بخصائص فريدة جعلتها مختلفة عن سابقاتها. بدلاً من النوافير العمودية التقليدية، أنتج البركان نوافير مائلة بزاوية 45 درجة امتدت لحوالي 1000 قدم أفقياً من الفتحة الشمالية باتجاه مركز فوهة هالِمَعوماو. أشار العلماء إلى أن هذه النوافير المائلة نتجت عن تكوين مخروط داخلي في الفتحة خلال فترة النشاط التحضيري، مما أدى إلى انحراف مسار الحمم.
استمر هذا النشاط لمدة 12.6 ساعة متواصلة، من الساعة 2:04 بعد الظهر يوم 22 أغسطس حتى الساعة 2:52 صباحاً يوم 23 أغسطس. وصلت نوافير الحمم من الفتحة الشمالية إلى ارتفاعات تصل إلى 325 قدماً واحتفظت بهذا الارتفاع معظم فترة الحلقة.
كمية الحمم المقذوفة والتأثير على الفوهة
أفاد مرصد البراكين الهاوائية أن الحلقة الـ31 أنتجت حوالي 10.9 مليون ياردة مكعبة من الحمم بمعدل متوسط بلغ 240 ياردة مكعبة في الثانية الواحدة. هذه الكمية الهائلة من الحمم غطت أكثر من 75% من أرضية فوهة هالِمَعوماو في الجزء الجنوبي من كالواباليه، وهي الاسم الهاوائي لكالديرا كيلاويا.
إلى جانب النشاط الرئيسي من الفتحة الشمالية، شهدت الحلقة أيضاً نشاطاً من فتحات أخرى. بدأت نوافير حمم صغيرة من الفتحة الجنوبية بين الساعة 4 و5 مساءً، وافتتحت فتحة وسطى جديدة في الساعة 7:23 مساءً في منطقة الشقوق المتوهجة بين الفتحتين الشمالية والجنوبية.
الظروف الجيولوجية والتفسير العلمي
يفسر العلماء هذا النشاط البركاني المكثف بوجود غرفة صهارة سفلية تحت فوهة هالِمَعوماو تتلقى صهارة من باطن الأرض بمعدل 5 ياردات في الثانية. هذا التدفق ينتج عنه انتفاخ في الغرفة مثل البالون، مما يدفع الصهارة إلى غرفة علوية، ثم تصل إلى السطح عبر الشقوق.
أوضح كين هون، العالم المتخصص في البراكين، أن نفس المسار يُستخدم من قبل الصهارة للصعود منذ ديسمبر، مما يعني أن الإطلاق الأولي والحوادث اللاحقة كلها جزء من ثوران واحد متواصل. تُنتج النوافير جزئياً لأن الصهارة المتصاعدة تحمل غازات تُطلق أثناء صعودها عبر فتحات ضيقة أنبوبية.
الأمان والتأثير على السياحة
رغم القوة الهائلة للثوران، تؤكد السلطات أن النشاط البركاني يبقى محصوراً داخل فوهة القمة في منطقة مغلقة من حديقة براكين هاواي الوطنية، ولا يشكل تهديداً للمنازل أو البنية التحتية. يبقى مستوى التأهب البركاني عند “المراقبة” والرمز اللوني للطيران عند “البرتقالي”.
تجتذب هذه الثورانات آلاف الزوار إلى حديقة براكين هاواي الوطنية، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. يمكن للمحظوظين من السكان والسياح مشاهدة المشهد مباشرة في الحديقة، بينما يتابع جمهور أكبر بكثير الحدث عبر البث المباشر الذي توفره خدمة المسح الجيولوجي الأمريكي.
المخاطر والتحديات الأمنية
تحذر السلطات من عدة مخاطر مرتبطة بالنشاط البركاني. تشمل هذه المخاطر مستويات عالية من الغازات البركانية، خاصة بخار الماء وثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت، والتي يمكن أن تؤثر على مناطق واسعة في اتجاه الرياح. كما يحذر الخبراء من عدم استقرار جدران الفوهة وتشقق الأرض وسقوط الصخور التي يمكن أن تتفاقم بسبب الزلازل في المنطقة المغلقة أمام الجمهور.
تنصح إدارة الموارد الطبيعية في هاواي بالحذر الشديد عند زيارة المناطق الساحلية في جزيرة هاواي، خاصة التكوينات الأرضية الجديدة المعروفة باسم دلتا الحمم. هذه التكوينات، التي نشأت من تدفقات الحمم البركانية عام 2018، لا تزال غير مستقرة ويمكن أن تنهار في أي وقت.
السياق التاريخي والأنماط البركانية
يُعتبر كيلاويا من أنشط البراكين في العالم، وقد شهد 31 حلقة ثورانية منذ ديسمبر 2024. معظم حلقات نوافير الحمم في هالِمَعوماو منذ 23 ديسمبر استمرت حوالي يوم واحد أو أقل، وتفصل بينها فترات توقف تدوم عدة أيام على الأقل.
يقع بركان كيلاويا على بُعد حوالي 200 ميل جنوب هونولولو، أكبر مدن الولاية الواقعة في جزيرة أواهو. البركان جزء من سلسلة البراكين الهاوائية التي تشكل الجزر، ويقدم للعلماء والزوار على حد سواء فرصة فريدة لمراقبة القوى الجيولوجية في عملها.
تواصل جانيس وي، المتطوعة في الحديقة، التقاط الصور ومقاطع الفيديو للفوهة، والتي تُعتبر في التقاليد الهاوائية مسكناً لإلهة البراكين بيليه. وصفت وي صوت الصخور المنصهرة المتفجرة بأنه يشبه محرك الطائرة النفاثة أو أمواج المحيط المتحطمة، مشيرة إلى أنها تشعر بحرارته من مسافة تزيد عن ميل واحد.