أعلن البيت الأبيض إيقاف الجولات العامة إلى أجل غير مسمى اعتباراً من سبتمبر 2025، مع اقتراب بدء أعمال البناء في قاعة الرقص الجديدة التي أعلنتها إدارة ترامب. هذا المشروع، البالغة تكلفته 200 مليون دولار، سيحل محل الجناح الشرقي الحالي ويوفر مساحة للأحداث الرسمية تتسع لـ650 شخصاً.
تفاصيل المشروع والتمويل الخاص
ستقام قاعة الرقص الجديدة على مساحة 90 ألف قدم مربع بجانب الجناح الشرقي للبيت الأبيض، وستكون قادرة على استضافة 650 ضيفاً بالمقاعد، مقارنة بالقدرة الحالية البالغة 200 شخص في الغرفة الشرقية. أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن الرئيس ترامب والمتبرعين الخاصين سيتحملون كامل تكاليف المشروع دون استخدام أموال دافعي الضرائب.
يتضمن التصميم المعماري قاعة فخمة بسقف مزخرف وثريات وأعمدة كورنثية وأرضية رخامية مربعة وثلاثة جدران من النوافذ المقوسة المطلة على الأراضي الجنوبية للبيت الأبيض. اختار ترامب شركة مكريري آركيتيكتس كمهندس معماري رئيسي وشركة كلارك كونستراكشن لقيادة فريق البناء، مع فريق هندسي بقيادة شركة إيكوم.
إيقاف الجولات والتأثير على الزوار
أكدت مكاتب الكونغرس المتعددة لشبكة ABC News أن إدارة ترامب ستوقف جولات البيت الأبيض العامة اعتباراً من سبتمبر بسبب أعمال البناء المقررة. تشير المواقع الرسمية لعدة أعضاء في الكونغرس إلى أن الإيقاف قد يكون “لأجل غير مسمى”، مما يؤثر على آلاف الزوار الذين يخططون لزيارة العاصمة مسبقاً.
كتب موقع النائب يوجين فيندمان الديمقراطي من فيرجينيا: “اعتباراً من الأول من سبتمبر 2025، سيخضع البيت الأبيض لتجديدات واسعة النطاق. ونتيجة لذلك، تم تأجيل جميع جولات البيت الأبيض إلى أجل غير مسمى”. تأثر بالقرار أيضاً برنامج الرحلات المدرسية التاريخي، حيث أزالت خدمة المتنزهات الوطنية صفحتها المخصصة للرحلات المدرسية للبيت الأبيض.
ردود الأفعال السياسية والانتقادات
واجه المشروع انتقادات واسعة من الديمقراطيين وخبراء أخلاقيات الحكومة. كتبت السيناتور آمي كلوبوشار الديمقراطية من مينيسوتا على منصة X: “هل هذا جدي؟ رحلات المدارس. العائلات. جميعهم محرومون إلى أجل غير مسمى لبناء قاعة رقص؟ هل الملايين من الأشخاص الذين ألغيت زياراتهم سيدعون جميعاً للعودة للحفلة؟”.
زعيم الأقلية في مجلس الشيوخ تشاك شومر انتقد المشروع بشدة، قائلاً: “قاعة رقص بـ200 مليون دولار! من أين أتت هذه الأموال؟ هل وافق الكونغرس عليها؟ لا أعتقد ذلك”. أضاف شومر: “هذا ما كان يدور حوله DOGE، أيها الناس. تقليص الأشياء منكم… إعطاؤها للكبار الذين يديرون العرض”.
التحديات التنظيمية والحفاظ على التراث
أثار خبراء الحفاظ على التراث مخاوف بشأن جدوى إتمام المشروع في الجدول الزمني المقترح. ذكرت صحيفة واشنطن بوست أن المشروع لم يُقدم بعد للمراجعة من قبل لجنة التخطيط العاصمة الوطنية كما يتطلب القانون الفيدرالي، وأن مثل هذه الموافقات تستغرق عادة سنوات.
ريتشارد لونغستريث، أستاذ الدراسات الأمريكية في جامعة جورج واشنطن، عبر عن قلقه قائلاً: “يمكن أن يضر بالممتلكات بشكل عام. للأسف، لا توجد ضوابط وتوازنات”. مايكل سبنسر، أستاذ الحفاظ على التراث في جامعة ماري واشنطن، أشار إلى أن “آماله في الحفاظ على التراث بخصوص هذا المشروع منخفضة إلى حد ما”.
السياق التاريخي والرؤية المستقبلية
هذا المشروع جزء من رؤية ترامب الأوسع لتجديد البيت الأبيض، والتي تشمل تحويل حديقة الورود إلى فناء مرصوف بالحجارة يحاكي تصميم منتجع مار-أ-لاجو، وإضافة زخارف ذهبية فخمة إلى المكتب البيضاوي. دافع ترامب عن المشروع قائلاً: “لقد قلت دائماً أنني سأفعل شيئاً بشأن قاعة الرقص لأنه يجب أن تكون لديهم واحدة”.
يهدف المشروع إلى حل مشكلة طويلة الأمد تواجه البيت الأبيض في استضافة الفعاليات الكبيرة، حيث يضطر حالياً لنصب خيم كبيرة على بُعد 100 ياردة من المبنى الرئيسي. وصف ترامب هذه الخيم بأنها “ليست منظراً جميلاً” وأشار إلى المشاكل التي تواجه الضيوف، خاصة النساء، عندما تمطر أثناء الفعاليات الخارجية.
الجدول الزمني وعملية البناء
من المقرر أن يبدأ البناء في سبتمبر 2025 وينتهي قبل انتهاء فترة ترامب الرئاسية في يناير 2029. ومع ذلك، وصف خبراء الصناعة هذا الجدول الزمني بأنه “متفائل” نظراً لحجم وتعقيد المشروع. يشمل العمل أيضاً “تحديث” الجناح الشرقي الحالي الذي يضم مكاتب السيدة الأولى وفريقها.
أكد نيكولاس كليمنز، مدير الاتصالات للسيدة الأولى، أن البيت الأبيض لم يلغ أي جولات مجدولة مسبقاً، بل “أوقف حجوزات الجولات الجديدة بشكل استباقي بينما تعمل مجموعة تعاونية من موظفي البيت الأبيض والخدمة السرية وخدمة المتنزهات الوطنية وموظفي المقر التنفيذي لتحديد أفضل طريقة لضمان وصول الجمهور للبيت الأبيض”.
هذا المشروع يمثل أول توسعة كبيرة للبيت الأبيض منذ عقود، ومن المتوقع أن يثير جدلاً مستمراً حول التوازن بين التحديث والحفاظ على التراث التاريخي لأهم رمز سياسي في أمريكا.