تستعد شركة آبل لتنفيذ خطة طموحة لإعادة تصميم تشكيلة هواتف آيفون بشكل جذري، وذلك ضمن مشروع يمتد لثلاث سنوات بدءاً من سبتمبر المقبل، وفقاً لتقارير حديثة من مارك جورمان الصحفي المتخصص في شؤون آبل في وكالة بلومبرج.
الخطوة الأولى: آيفون 17 إير بتصميم ثوري
تبدأ آبل رحلة التجديد هذه العام بإطلاق آيفون 17 إير، الذي سيكون أنحف هاتف ذكي في تاريخ الشركة بسمك 5.5 ملليمتر فقط، أي ما يعادل نصف سمك معظم الطرز الحالية. سيحل هذا الطراز محل آيفون بلس في التشكيلة الحالية، ويأتي بتصميم يركز على النحافة والأناقة.
يتميز آيفون 17 إير بشاشة OLED قياس 6.6 بوصة تدعم تقنية LTPO ومعدل تحديث 120 هرتز، وسيعمل بشريحة A19 مع ذاكرة وصول عشوائي 8 جيجابايت لدعم ميزات الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يأتي مع بعض التنازلات مثل كاميرا خلفية واحدة فقط بدقة 48 ميجابكسل، وعدم وجود منفذ لبطاقة SIM التقليدية، والاعتماد بالكامل على تقنية eSIM.
المرحلة الثانية: آيفون القابل للطي في 2026
تصل آبل إلى نقطة التحول الكبيرة في عام 2026 مع إطلاق أول آيفون قابل للطي، والذي يحمل الاسم الرمزي V68. سيأتي الهاتف بتصميم يشبه الكتاب على غرار سلسلة جالكسي زد فولد من سامسونج.
يتضمن الهاتف القابل للطي شاشتين: شاشة خارجية بحجم 5-6 بوصات للاستخدام العادي عند إغلاق الهاتف، وشاشة داخلية كبيرة بحجم 8 بوصات عند فتحه للمهام المتعددة وتجربة وسائط متقدمة. سيزود بأربع كاميرات موزعة على الشاشتين والجهة الخلفية.
من المثير للاهتمام أن آبل ستعود إلى تقنية Touch ID في هذا الهاتف بدلاً من Face ID، حيث سيتم دمج مستشعر بصمة الإصبع في الزر الجانبي للجهاز. ذلك بسبب سمك الجهاز البالغ 9.5 ملليمتر فقط عند إغلاقه، مما لا يوفر مساحة كافية لنظام كاميرا TrueDepth المطلوب لتقنية Face ID.
استراتيجية إطلاق جديدة للآيفون 18
تغير آبل نهجها التقليدي مع سلسلة آيفون 18 في عام 2026، حيث لن تطلق النسخة الأساسية في سبتمبر كالعادة. بدلاً من ذلك، ستكشف في خريف 2026 عن الإصدارات العليا فقط: آيفون 18 إير، آيفون 18 برو، آيفون 18 برو ماكس، والهاتف القابل للطي. أما النسخة الأساسية آيفون 18 والطراز الاقتصادي آيفون 18e فسيتم إطلاقهما في مارس 2027.
هذه الاستراتيجية تهدف إلى تقسيم دورة الإطلاق إلى مرحلتين: أجهزة متميزة في النصف الثاني من العام، وطرز منخفضة السعر في النصف الأول من العام التالي.
الذكرى العشرون في 2027: تصميم زجاجي منحنٍ
تصل خطة آبل إلى ذروتها في عام 2027 مع الذكرى العشرين لإطلاق أول آيفون، حيث تخطط لإطلاق آيفون 20 بتصميم زجاجي منحنٍ بالكامل على جميع الحواف. يعتمد هذا التصميم على فلسفة جديدة تسمى “Liquid Glass” (الزجاج السائل)، حيث يمتزج الزجاج بشكل سلس مع الهيكل ليمنح الجهاز مظهراً انسيابياً ومتكاملاً.
سيأتي الهاتف بشاشة كاملة الحواف بدون أي فتحات أو ثقوب للكاميرا أو المستشعرات، مع تقليص الحواف إلى الحد الأدنى ليبدو وكأنه قطعة زجاجية متصلة بالكامل. هذا التصميم سيتماشى مع تطورات واجهة نظام iOS التي ستتبنى فلسفة “الزجاج السائل” لتوفير تجربة متكاملة.
التقنيات الداخلية الجديدة
تركز آبل على تطوير تقنياتها الداخلية لتقليل الاعتماد على الموردين الخارجيين. بدأت بمودم C1 الداخلي في آيفون 16e، وتعمل حالياً على تطوير مودم C2 الأكثر تطوراً والذي سيدعم تقنية mmWave لسرعات 5G فائقة.
من المتوقع أن يظهر مودم C2 أولاً في آيفون 17 إير، ثم في الهاتف القابل للطي عام 2026. كما تخطط آبل لدمج المودم مع المعالج الرئيسي في حزمة واحدة بحلول عام 2028 لتحسين الأداء وكفاءة الطاقة.
تحديات وتوقعات السوق
يرى مارك جورمان أن طرح آيفون 17 إير يتضمن مجازفة عالية المخاطر، خاصة مع تجارب آبل السابقة غير الناجحة مع طرازي “ميني” و”بلس”. لكن مصادر مطلعة تؤكد أن نجاح هذا النهج سيؤدي إلى تطبيقه في باقي التشكيلة بما في ذلك طرازات “برو”.
بالنسبة للهاتف القابل للطي، تتوقع جيه بي مورغان أن يبدأ سعره من 2000 دولار أمريكي، مما يفتح أمام آبل فرصة سوقية تقدر بنحو 65 مليار دولار. من المتوقع أن تبدأ المبيعات الفعلية في 2027 بعدد يتراوح بين 10-15 مليون وحدة، وصولاً إلى 45 مليون وحدة بحلول 2028.
هذه الخطة الطموحة تمثل أكبر تغيير في تصميم آيفون منذ إطلاق آيفون X في عام 2017، وتهدف آبل من خلالها إلى استعادة ريادتها في الابتكار التصميمي وتعزيز مبيعاتها في سوق الهواتف الذكية المتنامي.