بنك HSBC يغلق حسابات ألف عميل عربي في فضيحة مالية جديدة

بنك HSBC يغلق حسابات ألف عميل عربي في فضيحة مالية جديدة في خطوة مثيرة للجدل، مرتبطة بالتحقيقات السويسرية في شبهات غسل أموال

فريق التحرير
فريق التحرير
بنك HSBC يغلق حسابات ألف عميل عربي في فضيحة مالية جديدة

ملخص المقال

إنتاج AI

قرر بنك HSBC إغلاق حسابات أكثر من 1000 عميل من أثرياء الشرق الأوسط بسبب مخاوف تتعلق بغسل الأموال، خاصة بعد تحقيقات حول تحويلات مالية مرتبطة بحاكم مصرف لبنان السابق. هذه الخطوة تأتي ضمن خطة لإعادة الهيكلة وتقليل المخاطر.

النقاط الأساسية

  • HSBC يقطع علاقاته مع أكثر من 1000 عميل ثري بالشرق الأوسط لتقليل المخاطر.
  • القرار جاء بعد تحقيقات سويسرية بشبهات غسل أموال مرتبطة برياض سلامة.
  • البنك يواجه تاريخاً من الفضائح المالية وغرامات ضخمة بسبب غسل الأموال.

أعلن بنك HSBC البريطاني عبر وحدته للخدمات المصرفية الخاصة في سويسرا قراراً مفاجئاً بقطع علاقاته مع أكثر من 1000 عميل من أثرياء الشرق الأوسط، بينهم عملاء من الشرق الأوسط، في خطوة تهدف إلى تقليل التعامل مع الحسابات المصنفة “عالية المخاطر”.

تفاصيل القرار والإجراءات المتخذة

بدأ البنك بإخطار العملاء المتأثرين، والذين يمتلك بعضهم ثروات تتجاوز 100 مليون دولار، مع خطط لإرسال خطابات رسمية خلال الأشهر المقبلة لإغلاق الحسابات وتحويل الأموال إلى ولايات قضائية أخرى. من المتوقع أن تُستكمل عملية التخارج من هذه الحسابات إلى حد كبير خلال ستة أشهر، مع تشكيل فريق متخصص لمتابعة عمليات الإغلاق.

الأسباب وراء القرار

جاء هذا القرار على خلفية تحقيقات مكثفة أطلقتها السلطات السويسرية في يناير 2025، تتعلق بشبهات غسل أموال مرتبطة بحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة وشقيقه رجا سلامة. اتُهم البنك بالفشل في التحقق من مصادر أكثر من 300 مليون دولار تم تحويلها بين لبنان وسويسرا خلال الفترة من 2002 إلى 2015.

كشفت التحقيقات السويسرية أن البنك فشل في إجراء فحص كافٍ لأصل ووجهة واستخدام هذه الأموال، وأن عدداً من المعاملات عالية المخاطر لم يتم توضيحها وتوثيقها بشكل كافٍ، مما يجعل من المستحيل إثبات الطبيعة المشروعة لهذه المعاملات.

Advertisement

الإجراءات التنظيمية السويسرية

ألزمت هيئة الرقابة المصرفية السويسرية (FINMA) بنك HSBC بمراجعة شاملة لجميع علاقاته عالية المخاطر، ومنعته من فتح حسابات جديدة لشخصيات سياسية بارزة حتى استكمال الإصلاحات المطلوبة. كما أصدرت الهيئة في يونيو 2024 أمراً بمنع البنك من الدخول في أي علاقات تجارية جديدة مع “الأشخاص البارزين سياسياً”.

وأوضحت FINMA أن البنك أخفق في تطبيق إجراءات العناية الواجبة على حسابات مرتفعة المخاطر مملوكة لشخصيات قد تتعرض لمخاطر سياسية، وفشل في الإبلاغ عن المعاملات المشبوهة لمكتب تقارير غسل الأموال السويسري لفترة طويلة.

قضية رياض سلامة والأموال اللبنانية

تركزت التحقيقات حول علاقة البنك بحاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة وشقيقه رجا، حيث كشفت الوثائق عن تحويل حوالي 330 مليون دولار من مصرف لبنان إلى حساب شركة “فوري أسوشييتس” في بنك HSBC الخاص في جنيف عبر أكثر من 300 معاملة. هذه الشركة مسجلة في جزر العذراء البريطانية ولا تملك مكتباً أو موظفين، وكان رجا سلامة صاحب المنفعة الحقيقية فيها.

من بين مئات ملايين الدولارات التي وصلت إلى جنيف، تم إرسال 207 مليون دولار إلى لبنان، إلى حسابات رجا سلامة في أربعة بنوك محلية، وتم تصنيفها كـ”نفقات شخصية”. لم يقدم البنك تقريراً إلى مكتب تقارير غسل الأموال في سويسرا إلا في أغسطس 2020، أي بعد أربع سنوات من إغلاق الحساب.

Advertisement

التاريخ الأسود للفضائح المالية

يحمل بنك HSBC تاريخاً حافلاً بالفضائح المالية والغرامات الضخمة. في عام 2012، دفع البنك غرامة قياسية بقيمة 1.9 مليار دولار للسلطات الأمريكية لتورطه في غسل أموال مرتبطة بعصابات المخدرات المكسيكية، حيث غسل أكثر من 881 مليون دولار لكارتلي سينالوا وكولومبيا.

كما دفع البنك في عام 2019 تسوية بقيمة 192 مليون دولار مع السلطات الأمريكية بسبب تسهيل التهرب الضريبي. وفي عام 2014، واجه غرامات بقيمة 2 مليار جنيه إسترليني لتلاعبه بأسواق صرف العملات الأجنبية.

ردود الأفعال والتأثيرات على السوق

أثار قرار HSBC موجة من الجدل في الأوساط المالية بالمنطقة العربية، حيث اعتبره البعض ضربة قوية لسمعة البنك في إدارة الثروات بالشرق الأوسط. يتوقع محللون أن تدفع هذه الخطوة العملاء المصريين والعرب إلى البحث عن ملاذات مصرفية بديلة في دبي أو سنغافورة.

تشكل هذه الخطوة ضربة إضافية لبنك HSBC في منطقة أصبحت وجهة رئيسية لمديري الثروات، حيث كثفت المؤسسات المنافسة جهودها لتلبية احتياجات الأفراد ذوي الثروات الكبيرة في الشرق الأوسط.

Advertisement