شن الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء 27 أغسطس 2025، غارات جوية ومدفعية مكثفة استهدفت مناطق واسعة شمال مدينة غزة، تركزت في جباليا البلد وجباليا النزلة وحي الصفطاوي ومنطقة الشيخ رضوان. أفادت مصادر ميدانية بأن القوات الإسرائيلية استخدمت قنابل شديدة الانفجار، إضافة إلى روبوتات متفجرة زُرعت في الأحياء المستهدفة، ونسفت عدداً من المنازل والمربعات السكنية ضمن سياسة تدمير واسعة.
ومع اشتداد الهجمات الإسرائيلية وارتفاع وتيرة القصف، شهدت المناطق الشمالية من غزة موجات نزوح جماعية للعائلات نحو وسط المدينة أو باتجاه الجنوب، في محاولة للهروب من دائرة الاستهداف. أفاد مراسلو وكالات دولية وشهود عيان بأن الدبابات توغلت في محيط حي عباد الرحمن، وأجبرت مئات العائلات على الفرار، ما عمق الأزمة الإنسانية في القطاع المحاصر.
فيما أكدت تقارير طبية وإعلامية فلسطينية مقتل أكثر من 33 شخصاً، بينهم أربعة من منتظري المساعدات الإنسانية، وإصابة العشرات، في الهجمات الإسرائيلية منذ فجر اليوم. طالت الضربات منازل المدنيين ومدارس ومراكز توزيع الإغاثة، فيما وثق شهود استخدام قنابل صوتية قوية غير مسبوقة في مناطق جباليا ودوار الجلاء. وأشارت مصادر طبية إلى تصاعد أعداد الشهداء في مدينة غزة وحدها إلى 22 خلال ساعات النهار، بينهم عدد من الأطفال والنساء.
الجيش الإسرائيلي يدعو لإخلاء المدينة ويؤكد: العملية مستمرة
جدّد الجيش الإسرائيلي دعواته إلى سكان مدينة غزة لإخلائها والانتقال إلى الجنوب، معتبراً أن إخلاء المدينة “لا مفر منه”، ضمن خطة موسعة لإحكام السيطرة العسكرية المدعومة بغطاء جوي مكثف وقصف متواصل. وبينما ترفض مؤسسات دينية وصحية إجلاء من تبقى من المدنيين، أكدت السلطات الإسرائيلية أن الهجوم يستهدف ما وصفته ببنية “الإرهاب” في جباليا ووسط مدينة غزة، مشيرة إلى تصفية قيادي بارز في حركة “حماس”.
أزمة إنسانية وانعدام الأمان الغذائي ونقص حاد في الخدمات
حذرت منظمات إنسانية دولية من تفاقم الكارثة الإنسانية مع تكدس عشرات الآلاف من النازحين في مناطق محدودة وسط غزة، وسط نقص شديد في الغذاء والمياه والرعاية الصحية واستهداف متكرر لمراكز توزيع المساعدات. وثق كذلك ارتفاع عدد حالات الوفاة نتيجة الجوع وسوء التغذية، في ظل استمرار العمليات العسكرية وتراجع فرص الوصول الإنساني