تقدمت الملاكمة الجزائرية الحائزة على ذهبية أولمبياد باريس إيمان خليف بطعن رسمي أمام محكمة التحكيم الرياضي (CAS) ضد قرار فيدرالية الملاكمة العالمية (World Boxing) الذي يمنعها من المشاركة في البطولات القادمة ما لم تخضع لفحوصات جينية لتحديد النوع الجنسي. يهدف الاستئناف، الذي قُدم في 5 أغسطس 2025، إلى إلغاء هذا القرار والسماح لخليف بالمشاركة في بطولة الملاكمة العالمية 2025 المقررة من 4 إلى 14 سبتمبر دون الحاجة للخضوع للفحص المطلوب.
ومع ذلك، رفضت محكمة التحكيم الرياضي أمس الاثنين الموافق الأول من سبتمبر 2025 طلب خليف بتعليق تنفيذ قرار فيدرالية الملاكمة العالمية ريثما يتم البت في قضيتها، مما يعني أن الملاكمة الجزائرية البالغة من العمر 26 عاماً لن تتمكن من المشاركة في بطولة العالم التي انطلقت هذا الأسبوع في ليفربول بإنجلترا. وأفادت المحكمة في بيان رسمي أن “الأطراف تتبادل حالياً المذكرات المكتوبة، وسيتم تحديد موعد جلسة استماع بموافقتهم”.
جدل مستمر حول الأهلية الجنسية في الملاكمة النسائية
تأتي هذه القضية في سياق الجدل المستمر حول الأهلية الجنسية في الرياضة النسائية، والذي تصاعد بشكل كبير خلال أولمبياد باريس 2024 عندما فازت خليف بالميدالية الذهبية في وزن الويلتر للسيدات وسط انتقادات واسعة من شخصيات بارزة بما في ذلك نائب الرئيس الأمريكي الحالي جي دي فانس ومؤلفة سلسلة هاري بوتر جي كيه رولنغ. كان السبب في هذا الجدل يعود إلى استبعاد خليف من بطولة العالم 2023 من قبل الاتحاد الدولي للملاكمة السابق بعد زعمه أن فحوصات الكروموسومات الجنسية أظهرت عدم أهليتها للمنافسة.
رغم ذلك، تمكنت خليف من المشاركة في أولمبياد باريس بعد أن جردت اللجنة الأولمبية الدولية الاتحاد الدولي للملاكمة من صلاحياته كهيئة حاكمة للرياضة في عام 2023 وتولت بنفسها تنظيم منافسات الملاكمة في باريس. طبقت اللجنة الأولمبية نفس قواعد الأهلية الجنسية المستخدمة في الأولمبيات السابقة، والتي بموجبها كانت خليف والملاكمة التايوانية لين يو تينغ مؤهلتين للمنافسة.
موقف فيدرالية الملاكمة العالمية وسياسة الفحوصات الإجبارية
في مايو 2025، أعلنت فيدرالية الملاكمة العالمية – التي حصلت على الاعتراف المؤقت لتنظيم الملاكمة في أولمبياد لوس أنجلوس 2028 – عن فرض فحوصات جنسية إجبارية على جميع الملاكمين الراغبين في المشاركة في بطولاتها. تتطلب هذه السياسة من جميع الرياضيين فوق سن 18 عاماً الخضوع لفحص جيني بتقنية تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR) لتحديد جنسهم عند الولادة وأهليتهم للمنافسة.
وقد ذكرت الفيدرالية في بيان لها في 30 مايو أن “إيمان خليف غير مسموح لها بالمنافسة في القسم النسائي في أي حدث لفيدرالية الملاكمة العالمية حتى تكمل فحص الجنس الجيني” وفقاً لقواعد وبروتوكولات الاختبار الخاصة بالفيدرالية. لكن الفيدرالية اعتذرت لاحقاً عن ذكر اسم خليف تحديداً في الإعلان عن السياسة الجديدة، حيث قال رئيسها بوريس فان دير فورست إنه “كتب شخصياً رسالة اعتذار رسمية ومن القلب” لرئيس اتحاد الملاكمة الجزائري، مقراً بأنه “كان يجب بذل جهد أكبر لتجنب ربط السياسة بأي فرد محدد”.