في عرض عسكري هو الأكبر والأكثر رمزية في التاريخ الصيني الحديث، كشفت الصين لأول مرة عن ترسانتها الاستراتيجية النووية الثلاثية في العاصمة بكين يوم الأربعاء، بمناسبة الذكرى الـ80 للنصر على اليابان ونهاية الحرب العالمية الثانية.
استعراض الثالوث النووي الصيني لأول مرة
استعرضت الصين لأول مرة “الثالوث النووي” في عرض عسكري مهيب بساحة تيانانمن، لتظهر قوة الردع النووي عبر البرّ والبحر والجو بشكل علني أمام العالم. تضمنت المصفوفة صواريخ جينجلي-1 التي تُطلق من الجو، وصواريخ جولانغ-3 الباليستية العابرة للقارات التي تُطلق من الغواصات، وصواريخ دونغفنغ-61 ودونغفنغ-31 البرية العابرة للقارات، وجميعها مزودة بإمكانات ذات رؤوس نووية. هذا الكشف جاء ليرسل رسالة استراتيجية واضحة عن جاهزية الصين لمواجهة أي تهديد استراتيجي بعيد المدى.

أسلحة وتكنولوجيا متطورة في الصين
كشفت الصين ضمن العرض عن صواريخ باليستية حديثة وقاذفات استراتيجية وطائرات مسيرة ومقاتلات شبحية من طراز J-20S، بالإضافة إلى منظومات صاروخية متنقلة تعزز قدرة القوات النووية على المناورة والانتشار السريع في مناطق شاسعة وفق عقيدة “البقاء في الحركة”. وأكدت الصين أن هذه القوة مخصصة للردع الاستراتيجي وضمان الأمن القومي.
رمزية سياسية ورسائل دولية
حضر العرض العسكري أكثر من 20 زعيم دولة أبرزهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون، في مشهد يعزز رسائل الوحدة الآسيوية في مواجهة الضغوط الغربية. وحرص الرئيس الصيني شي جين بينغ على توجيه خطاب مباشر قال فيه: “نهضة الأمة الصينية لا يمكن إيقافها … اليوم الإنسانية تواجه خيارًا بين السلام أو الحرب”.
استعراض غير مسبوق للأمن والانضباط
شارك أكثر من 40 ألف جندي وموظف بالإضافة إلى أحدث المعدات والتقنيات الصينية في العرض، وسط إجراءات أمنية مشددة على طول ميدان تيانانمن. وكانت مشاركة كوريا الشمالية وحلفاء الصين من دول آسيا وآخرين من أوروبا وإفريقيا لافتة للأنظار في لحظة يحتدم فيها التنافس الجيوسياسي بين بكين والغرب.
هذا الحدث التاريخي أظهر تحول الصين إلى قوة نووية كبرى وفاعلة دوليًا، وأكد التزامها ببناء قوة ردع متكاملة تجمع بين التكنولوجيا وأقصى الاستعداد الاستراتيجي