دعت منظمة الصحة العالمية رسميًا الحكومة الإسرائيلية إلى وقف “كارثة” المجاعة المتفاقمة في قطاع غزة، محذرة من الوفيات الجماعية بسبب الجوع وانهيار النظام الصحي وسط الحصار العسكري المستمر منذ ما يقارب العامين.
أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في بيان صحفي، أن “الأطفال والمرضى وكبار السن يموتون جوعًا في حين تقف شاحنات المساعدات عاجزة عن الوصول إليهم”، واصفا تجويع المدنيين كأسلوب حرب بأنه جريمة لا يمكن التسامح معها أبدًا. أشار كذلك إلى وفاة أكثر من 370 شخصًا بسبب الجوع المباشر أو تبعاته منذ بداية النزاع، مؤكدًا أن إسرائيل تستطيع إنهاء هذه الكارثة فورًا، وداعيًا المجتمع الدولي وحلفاء إسرائيل إلى الضغط الفوري من أجل إنهاء الحصار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية بلا قيود.
الأرقام والحقائق الميدانية
كشف تقرير التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC) أن حوالي 514 ألف شخص في غزة، أي ربع السكان تقريبًا، يعيشون فعليًا تحت خط المجاعة مع احتمال ارتفاع هذا الرقم إلى 641 ألفًا بنهاية سبتمبر الجاري، في ظل استمرار تعطل إدخال المساعدات ونقص المياه والسلع الأساسية. كما أكدت تقارير الأمم المتحدة أن 15 ألف مريض بحاجة إلى علاج طارئ، من بينهم 3800 طفل مهددون بالموت إذا لم يتم إجلاؤهم أو إدخال العلاج اللازم فورًا.
دعوات أممية متكررة
جدّد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش التأكيد أن “المجاعة في غزة كارثة من صنع الإنسان وليست قضاءً وقدرًا”، ملقيًا بالمسؤولية القانونية على إسرائيل بحكم وضعها كقوة احتلال ملزمة بتأمين الغذاء والدواء لسكان القطاع. كما شددت منظمات الأمم المتحدة الإنسانية، وكذلك برنامج الغذاء العالمي، على أن وقف إطلاق النار ووصول المساعدات بلا عوائق هما الشرطان الوحيدان لمنع موت آلاف السكان.