ستدشّن إثيوبيا رسمياً اليوم الثلاثاء، أكبر سد لتوليد الطاقة الكهرومائية في أفريقيا شيُّد على النيل الأزرق، وذلك بعد 14 عاماً من بدء أعمال البناء في 2011، ويُعرف المشروع باسم “سد النهضة الإثيوبي الكبير” وتبلغ تكلفته الإجمالية 5 مليارات دولار، وفقاً لرويترز.
وقد وصف رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد السد بأنه “دليل على قوة إثيوبيا” و”إنجاز تاريخي يخص أفريقيا بأكملها”.
يبلغ عرض السد 1.8 كيلومتر وارتفاعه 145 متراً، بسعة تخزينية تصل إلى 74 مليار متر مكعب من المياه.
المواصفات التقنية والطاقة الإنتاجية لسد النهضة
من المتوقع أن يرتفع توليد الطاقة من السد إلى 5150 ميجاوات، مقارنة بـ 750 ميغاوات التي ينتجها توربينان يعملان حالياً، وتتوقع إثيوبيا أن يوفر السد إيرادات قدرها مليار دولار سنوياً، وفق ما أعلنه آبي أحمد في لقاء متلفز.
يضاعف السد القدرة الحالية لإثيوبيا على توليد الكهرباء، حيث تسعى الحكومة الإثيوبية لتوفير الكهرباء لنحو 60 مليون إثيوبي محرمون من التيار الكهربائي بحسب تقرير البنك الدولي في يناير 2025.
رفض مصري قاطع وتحذيرات متشددة لسد النهضة
رفضت مصر بشكل قاطع افتتاح السد ووصفته بأنه “غير شرعي ومخالف للقانون الدولي”، خاصة في ظل عدم التوصل لاتفاق ملزم مع دولتي المصب.
وأكد وزير الموارد المائية والري المصري هاني سويلم رفض بلاده “استمرار سياسة إثيوبيا في فرض الأمر الواقع”، فيما حذّر سويلم من أن مصر “واحدة من أكثر دول العالم ندرة في المياه”، حيث لا يتجاوز نصيب الفرد 560 متراً مكعباً سنوياً، وهو أقل بكثير من خط الفقر المائي العالمي البالغ 1000 متر مكعب.
وشدد الوزير المصري على أن مصر “لن تسمح بأن تأتي التنمية في إثيوبيا على حساب حقوق دولتي المصب”، فيما وصف وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي دعوة إثيوبيا لمصر لحضور حفل الافتتاح بـ “العبث”.
موقف السودان والقلق الإقليمي من سد النهضة
وتشارك السودان مصر القلق من السد، حيث تعتبران أن تشغيل السد دون اتفاق ثلاثي يهدد إمكانية وصولهما لمياه النيل، وفشلت المفاوضات بين الدول الثلاث في تحقيق أي تقدم يذكر على مدى 13 عاماً.
وقد أعلنت مصر في ديسمبر 2023 “فشل” آخر جولة للمفاوضات بشأن السد وإغلاق المسار التفاوضي، و تعتمد مصر على النيل لتغطية 97% من احتياجاتها المائية.
خطط إثيوبيا المستقبلية في بناء السدود
أعلن آبي أحمد نية بلاده بناء “مشاريع أخرى مثل مشروع سد النهضة الكبير خلال السنوات الخمس أو العشر أو الـ15 المقبلة”، وأشار إلى أن إيرادات السد البالغة مليار دولار سنوياً ستُستثمر في مشاريع أخرى.
ولوّح رئيس الوزراء الإثيوبي بإمكانية إقامة مشروعات إضافية على النيل الأزرق، مؤكداً أن “الاستفادة العادلة والمنصفة من النيل الأزرق حق طبيعي لإثيوبيا”، وتخطط إثيوبيا لبناء ثلاثة سدود إضافية بحسب تقارير إعلامية.
التمويل لبناء سد النهضة والتطورات التقنية والتشغيل عن بُعد
موّل البنك المركزي الإثيوبي 91% من تكلفة المشروع، بينما موّل الإثيوبيون 9% من خلال مبيعات السندات والهبات، دون أي مساعدات أجنبية، وأصبح السد رمزاً وطنياً موحداً للإثيوبيين خلال فترة من التحديات الداخلية والتوترات العرقية.
كشفت إثيوبيا عن تقنية للتحكم الكامل بسد النهضة من أديس أبابا عن بُعد، مما يزيد التوتر مع دولتي المصب. أنتج السد 9798 جيجاوات/ساعة، ما يعادل 33.2% من إجمالي الكهرباء المنتجة في السنة المالية 2024/2025 في إثيوبيا.
وزاد إنتاج إثيوبيا من الكهرباء إلى 29480 جيجاوات/ساعة خلال 2024/2025، بزيادة 16% عن الهدف و43% مقارنة بالعام السابق، مدفوعاً ببدء التشغيل الجزئي للسد.
