إنفاق الشركات الكبرى يدفع ثورة الذكاء الاصطناعي… فماذا تشتري فعلياً؟

شركات التكنولوجيا الأميركية تنفق 400 مليار دولار على الذكاء الاصطناعي لدعم الاقتصاد، وسط تحذيرات من مخاطر الديون المتزايدة.

فريق التحرير
فريق التحرير
NVIDIA آفاق مالية الربع الثاني 2025 نمو إيرادات 56% توقعات إنفاق ذكاء اصطناعي 4 تريليون دولار

ملخص المقال

إنتاج AI

في ظل تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، أصبح الإنفاق على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي محركًا للنمو. تنفق شركات التكنولوجيا الكبرى مئات المليارات على مراكز البيانات ورقائق المعالجة، مما يوازي ميزانيات حكومية ويساهم في الناتج المحلي الإجمالي، ولكنه يثير مخاوف بشأن الديون والاستدامة.

النقاط الأساسية

  • شركات التكنولوجيا تنفق 400 مليار دولار على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي هذا العام.
  • يتجاوز إنفاق الذكاء الاصطناعي حجم إنفاق الاتحاد الأوروبي على الدفاع العام الماضي.
  • الإنفاق على الذكاء الاصطناعي يواجه تحديات مالية وهيكلية تتطلب متابعة دقيقة.

في ظل تراجع مؤشرات الاقتصاد الأميركي التقليدية، أصبحت الإنفاقات الهائلة على البنية التحتية للذكاء الاصطناعي عماداً رئيسياً لدعم النمو الاقتصادي.

فوفقاً لتقرير Axios، تنفق شركات مثل مايكروسوفت ونفيديا وأبل وألفابت (جوجل) وأمازون وميتا نحو 400 مليار دولار هذا العام على النفقات الرأسمالية، غالبيتها موجهة إلى بناء مراكز البيانات وشراء وحدات المعالجة المتقدمة وتطوير مصادر الطاقة اللازمة لتشغيلها.

إنفاق شركات التكنولوجيا يوازي الميزانيات الحكومية

تستحوذ هذه الاستثمارات على حجم إنفاق أكبر من بعض بنود الميزانية الحكومية، فحسب بيانات صحيفة وول ستريت جورنال، يتجاوز إنفاق “كابكس وور” المرتبط بالذكاء الاصطناعي حجم ما أنفقته دول الاتحاد الأوروبي على الدفاع العام الماضي.

أين تنفق الشركات الكبرى هذه الأموال؟

أولاً: مراكز البيانات

Advertisement

تتسابق الشركات على شراء الأراضي وتصميم المباني المخصصة لاستضافة الخوادم، فقد أعلنت مايكروسوفت وأمازون عن مشروعات تستوعب مئات الآلاف من وحدات الخادم، بينما يعكف عملاقا البحث جوجل وميتا على توسيع شبكاته الإقليمية للبيانات لتعزيز سرعة الربط وكفاءة المعالجة.

ثانياً: شرائح المعالجة

لا تزال شرائح نفيديا (GPU) في مقدمة المتطلبات التقنية.،إذ شهدت الشركة ارتفاعاً قياسياً في قيمة أسهمها، مدفوعة بطلب متزايد على وحدات المعالجة الرسومية القادرة على تنفيذ خوارزميات التعلم العميق بسرعة فائقة.

ثالثاً: الطاقة والموارد

لتشغيل هذه المراكز الضخمة، تزود الشركات نفسها بمصادر طاقة متجددة وغير متجددة، وتعتزم بعض الشركات التعاقد على صفقات طويلة الأجل مع مزودي الكهرباء لضمان أسعار مستقرة، فيما تغري الولايات والشركات المحلية بخفضات ضريبية لإنشاء محطات طاقة خاصة بالذكاء الاصطناعي.

محركات النمو لشركات الذكاء الاصطناعي

Advertisement

يشرح محللو Renaissance Macro أن مساهمة إنفاق الذكاء الاصطناعي في نمو الناتج المحلي الإجمالي تجاوزت مساهمة الإنفاق الاستهلاكي في النصف الأول من 2025.

ويقول نيل إروين، كبير المراسلين الاقتصاديين في Axios، إن معدل نمو الإنفاق على المعدات المعلوماتية والبرمجيات بلغ 25% على أساس سنوي، في مقابل ارتفاع إجمالي الناتج المحلي بنسبة 1.2% فقط.

التحديات والمخاطر التي تواجه الشركات في حجم الإنفاق

رغم التفاؤل بحجم الإنفاق، يحذر خبراء مثل غريغ إيب من صحيفة وول ستريت جورنال من مخاطر تمويل هذا النمو بديون متزايدة، قد تؤدي إلى أزمة إذا شهد قطاع مراكز البيانات انهياراً مفاجئاً.

ويرى نوح سميث، الخبير الاقتصادي، أن تراكم ديون ضخمة لتمويل هذا القطاع قد يفتح الباب أمام أزمة مالية عميقة في حال فشل العوائد المتوقعة.

مسارات الأصول لشركات الذكاء الاصطناعي

Advertisement

حتى إذا تراجع الدعم الحكومي أو تعرضت العوائد لضغوط، فإن أصول مراكز البيانات والشرائح المتطورة ستظل ذات قيمة عالية.

فهذه المنشآت يمكن إعادة تخصيصها لاستضافة خدمات سحابية تقليدية أو تطبيقات حسابية أخرى، ما يخفف من مخاطر “الانهيار التقني” المحتمل.

تأتي هذه الإنفاقات كجزء من “عصر البنية التحتية” الجديد، يشبه حقب بناء السكك الحديدية والحديد في القرن التاسع عشر، ويعيد تشكيل خارطة الاقتصاد الرقمي بأكمله.

في المحصلة، يدفع إنفاق الشركات الكبرى على الذكاء الاصطناعي قوة دافعة ضخمة للاقتصاد الأميركي، لكنه يضع في المقابل تحديات مالية وهيكلية تحتاج إلى متابعة دقيقة لضمان استدامة هذا النمو.