تحتل دبي موقعاً استثنائياً على الخريطة العالمية لأنظمة المراقبة، إذ تتصدر قائمة المدن الأكثر مراقبة في العالم من ناحية الكثافة المكانية للكاميرات بواقع 800 كاميرا لكل كيلومتر مربع، وهو رقم يفوق ثلاث مرات تقريباً أي مدينة أخرى في العالم.
وفقاً لدراسة حديثة أجرتها شركة NeoMam Studios عام 2025، والتي شملت 179 مدينة عالمية رئيسية، تحتل دبي المركز الأول عالمياً في كثافة الكاميرات الحكومية أو المتاحة للحكومة لكل كيلومتر مربع. تأتي سيول الكورية الجنوبية في المركز الثاني بـ 281 كاميرا لكل كيلومتر مربع، بينما تحتل تشيناي الهندية المركز الثالث بـ 215 كاميرا.
شبكة الأعين الذكية
يُعزى هذا التفوق إلى برنامج “أعين” (Oyoon) الذكي الذي تستخدمه دبي، والذي يدمج أكثر من 300,000 كاميرا مراقبة مزودة بالذكاء الاصطناعي عبر الإمارة. وصرح اللواء خالد الرزوقي، المدير العام للذكاء الاصطناعي في شرطة دبي، للنيويورك تايمز في 2023 قائلاً: “في الوقت الحالي، قوة الشرطة لا تفكر في الأسلحة أو الأدوات التي تحملها، بل تبحث عن الأدوات والتكنولوجيا”.
تستخدم دبي أنواعاً متعددة من أنظمة المراقبة، منها كاميرات السرعة الذكية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي والتي يمكنها اكتشاف مخالفات متعددة في الوقت ذاته، مثل استخدام الهاتف أثناء القيادة، وعدم ربط حزام الأمان، والقيادة المتهورة. هذه الكاميرات مدمجة في نظام النقل الذكي الأوسع الذي يغطي حالياً 60% من شبكة الطرق الرئيسية، ومن المخطط توسيعها لتغطي 100% بحلول 2026.
مقارنة عالمية
على مستوى عدد الكاميرات لكل ألف نسمة، تحتل دبي مرتبة متقدمة أيضاً وإن لم تكن الأولى عالمياً. وفقاً للبيانات المتاحة، تضم دبي حوالي 35,000 كاميرا مراقبة حكومية لسكانها البالغ عددهم 2.88 مليون نسمة، أي بمعدل 12.14 كاميرا لكل ألف شخص. هذا الرقم يضعها في موقع متقدم عالمياً، وإن كان أقل من واشنطن العاصمة التي تتصدر هذه القائمة بـ 44 كاميرا لكل ألف نسمة.
للمقارنة، تحتل ستوكهولم السويدية المركز الثالث عالمياً بـ 22.4 كاميرا لكل ألف نسمة، بينما تحتل دايغو الكورية الجنوبية المركز الرابع بـ 20.3 كاميرا، وموسكو الروسية المركز الخامس بـ 19.2 كاميرا لكل ألف نسمة.
التكامل مع المدينة الذكية
تندرج أنظمة المراقبة في دبي ضمن رؤية أوسع لتحويل المدينة إلى أذكى وأآمن مدينة في العالم. هذه الكاميرات ليست مجرد أدوات مراقبة منفصلة، بل هي عقد مترابطة في شبكة ذكية واسعة تدعم مبادرة “دبي الذكية” التي انطلقت عام 2014. تتكامل هذه الأنظمة مع أجهزة إنترنت الأشياء الأخرى وتوفر بيانات فورية لمراكز القيادة المركزية حيث يتم تحليل أنماط الحركة المرورية وتحديد الاختناقات وتخصيص الموارد وفقاً لذلك.
تدير هيئة الطرق والمواصلات في دبي حركة المرور في الإمارة من خلال مركز أنظمة المرور الذكية في البرشاء، والذي يعد من أكبر وأكثر مراكز التحكم في المرور تطوراً عالمياً. يستخدم المركز تقنيات مبتكرة وأنظمة إدارة مرور متطورة لتلبية متطلبات توسع دبي وجعلها إحدى المدن الرائدة عالمياً في أنظمة النقل الذكي، إلى جانب سنغافورة وسيول.