أصدرت حكومات بريطانيا وألمانيا وفرنسا بياناً مشتركاً مساء الجمعة، طالبت فيه إسرائيل بوقف عملياتها العسكرية فوراً في مدينة غزة، وذلك في ظل تفاقم الكارثة الإنسانية وتدهور أوضاع المدنيين بشكل غير مسبوق خلال الأيام الأخيرة. وأكدت الدول الثلاث، في البيان الرسمي الذي نشرته وسائل إعلام حكومية غربية، أن استمرار العمليات الإسرائيلية أدى إلى وضع إنساني صار يوصف بالكارثي، خاصة بعد تصاعد أعداد القتلى وانتشار المجاعة ونزوح مئات الآلاف من سكان القطاع إلى مناطق أكثر خطورة.
ودعا وزراء خارجية الدول الأوروبية الثلاث رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الامتثال الفوري للقانون الإنساني الدولي، وفتح المجال أمام المنظمات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة للعمل بحرية داخل القطاع المحاصر، وكذلك تسهيل وصول قوافل الإغاثة الطبية والغذائية إلى مدينة غزة بشكل آمن وسريع.
أكد البيان الأوروبي المشترك أن احترام حقوق المدنيين أولوية يجب أن تلتزم بها كافة الأطراف، وحذّرت باريس ولندن وبرلين من أن تفاقم الأوضاع وتجاهل الدعوات الدولية سيعرض إسرائيل لعزلة سياسية متزايدة في أوروبا والعالم، مشيرة إلى أنها ستتخذ تدابير إضافية إذا لم تستجب تل أبيب لنداءات وقف إطلاق النار.
تضمن البيان الثلاثي أيضاً تأكيداً على التحضير لخطوات أوروبية موحّدة للعمل في الجمعية العامة للأمم المتحدة، من بينها دعم الاعتراف بدولة فلسطينية خلال سبتمبر الجاري ما لم تنفذ إسرائيل الشروط الإنسانية والقانونية الواردة في مبادرة السلام الأوروبية. في حين تحدث المستشار الألماني فريدريش ميرتس هاتفياً مع رئيس الوزراء الإسرائيلي معلناً ضرورة تحسين الوضع الإنساني سريعاً، وطالب الحكومة الإسرائيلية باتخاذ الإجراءات الكفيلة بإيصال المساعدات العاجلة، مشدداً على التنسيق مع فرنسا وبريطانيا وشركاء أوروبيين آخرين للضغط بهدف وقف إطلاق النار نهائياً.
من جانبه نقل وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي تصريحات رسمية أوضح فيها أن لندن ترى المساعدات الجديدة لقطاع غزة جزءاً من مسؤولية أخلاقية وأممية، لكنها لا تكفي لحماية أرواح المدنيين من القصف المكثف، مشدداً على ضرورة الالتزام بوقف العمليات فوراً وبدء مفاوضات جادة لوقف التصعيد.