نفذت وزارة الداخلية العراقية ضربات نوعية ضد رؤوس جماعة القربان المنحرفة، ضمن حملة أمنية واستخبارية مكثفة للقضاء على هذه الحركة الدينية التي باتت تثير الجدل والقلق جنوب العراق، خصوصاً في محافظة ذي قار.
وأكد مدير العلاقات والإعلام في وزارة الداخلية أن الجهود الأمنية والاستخبارية مستمرة لملاحقة عناصر الجماعة، حيث تم اعتقال رموز رئيسية وتحقيق تقدم في منع انتشار الظاهرة. تأتي هذه الضربات بعد تنفيذ الجماعة طقوساً قاسية ومتطرفة، تراوحت بين ممارسة طقوس عنيفة، ووقوع حالات انتحار يُزعم أنها “قرابين” للإمام علي، وُصفت بأنها محاولة منحرفة للاستقطاب الديني.
وأضافت الوزارة أن أسباب ظهور مثل هذه الجماعات تعود إلى غياب التوعية واستغلال ظروف داخلية أو خارجية، وأن العمل يجري بتنسيق بين عدة أجهزة أمنية لضمان استقرار المجتمع واستئصال التأثير السلبي للجماعة على الشباب والمجتمع المحلي.
من هي جماعة القربان؟
جماعة القربان (وتُسمى أحياناً “العلي إلهية”) هي حركة دينية ظهرت مؤخراً في محافظات جنوب العراق، تتزعمها شخصيات محلية بالناصرية ومناطق أخرى. تروج لفكرة تقديم قرابين بشرية عبر إقناع أفراد الجماعة بالتضحية بأنفسهم من خلال الانتحار أو تنفيذ طقوس عنيفة للغاية، مدعية التقرب إلى الإمام علي بن أبي طالب بشكل يقترب من التأليه.
وفق الأجهزة الأمنية، تمتد أنشطتهم إلى جمع الشباب في مواكب دينية أو منازل خاصة، واستغلال المناسبات الدينية (خصوصًا أيام محرم)، وانتشارهم عبر منصات التواصل الاجتماعي بما في ذلك الترويج عبر أناشيد لها طابع خاص.
ماذا يفعلون؟
- إقناع أفراد الجماعة بالانتحار كطقس “تقديم قربان” ديني، أحياناً عن طريق القرعة.
- تنظيم حلقات علنية من اللطم والضرب على الرؤوس، واستدراج الشباب إلى مواكب أو منازل لعقد اجتماعاتهم السرية.
- استخدام الإعلام الجديد ومواقع التواصل لنشر أفكارهم واستقطاب عناصر جديدة.
- في بعض الحالات، سجلت تحقيقات أمنية تورطَ القادة بإقناع أشخاص بالانتحار أو تنفيذ طقوس خطرة، ونُفذت حملات اعتقال لمprominent العناصر.
اجتماعية وأمنية
- بداية ظهور الجماعة يرجع لعدة سنوات، وفكرة “القربان” ليست جديدة، لكنها توسعت مؤخرا بين شباب مناطق الجنوب مع تدهور الظروف الاقتصادية وتراجع التوعية الدينية وأثارت الجماعة جدلا واسعًا بين نشطاء ومجتمعات محلية، الذين اعتبروها ظاهرة منحرفة تمس أمن المجتمع، خاصة بعد تسجيل حالات انتحار جماعي ورسائل تتضمن أنهم “قرابين للإمام علي”. وتتعامل السلطات العراقية معهم باعتبارهم جماعات دينية منحرفة، ويجري تعاون مجتمعي واسع للقضاء على الفكر المتطرف وملاحقة أفراد الجماعة في الخفاء