تواجه دولة الإمارات العربية المتحدة تباطؤاً ملحوظاً في سرعات الإنترنت منذ السبت 6 سبتمبر 2025، بعد تضرر عدة كابلات بحرية في البحر الأحمر تربط قارات آسيا وأوروبا والشرق الأوسط. أكدت الفرق التقنية في شركتي e& و du، مشغلي شبكات الاتصالات الرئيسيين في الدولة، أن عمليات الإصلاح معقدة وقد تستغرق أسابيع عدة.
الأسباب والكابلات المتضررة
تشير التقارير إلى أن سفينة تجارية قامت بسحب مرساتها عبر قاع البحر في مضيق باب المندب، مما تسبب في تلف أربعة أنظمة كابلات رئيسية على الأقل. الكابلات المتضررة تشمل SMW4 (جنوب شرق آسيا – الشرق الأوسط – أوروبا الغربية 4) و IMEWE (الهند – الشرق الأوسط – أوروبا الغربية) بالقرب من جدة في السعودية، إضافة إلى كابل FALCON GCX المار عبر الكويت.
أطلق الانقطاع في الساعة 5:45 بالتوقيت العالمي (9:45 صباحاً بتوقيت الإمارات) يوم السبت 6 سبتمبر، مما أثر على الاتصال بين عدة دول في آسيا والشرق الأوسط وأجزاء من أفريقيا. شركة مايكروسوفت أكدت تأثر منصة Azure السحابية الخاصة بها، حيث أعلنت عن “زيادة في زمن الاستجابة للحركة التي تمر عبر الشرق الأوسط”.
تأثيرات واسعة النطاق على المستخدمين
يواجه المستخدمون في الإمارات مشاكل متنوعة تشمل بطء تحميل المواقع الإلكترونية، وانقطاعات متقطعة في الخدمة، ومشاكل في منصات البث والألعاب الإلكترونية. أورمي ك، إحدى المقيمات في الإمارات، قالت إن خرائط جوجل لم تعمل أثناء سفرها إلى أبو ظبي، مما ضاعف وقت الرحلة من ساعة ونصف إلى أكثر من ساعتين ونصف.
أظهرت بيانات موقع DownDetector.ae ارتفاعاً حاداً في الشكاوى من مستخدمي شبكتي du و e&، حيث بلغت ذروتها حوالي الساعة 9 مساءً يوم السبت، مع تركز التقارير في إمارات دبي وأبو ظبي والشارقة والعين وعجمان ورأس الخيمة والفجيرة وجبل علي وأم القيوين.
استجابة شركات الاتصالات
أعلنت شركة du عبر منصاتها على وسائل التواصل الاجتماعي أن العملاء “قد يواجهون بعض البطء في خدمات البيانات بسبب قطع في كابل بحري دولي”. أضافت الشركة أن “فرقنا التقنية تعمل مع مقدمي الخدمات الدوليين لحل المشكلة”.
من جانبها، أصدرت شركة e& بياناً مشابهاً، قائلة: “العملاء الكرام، قد تواجهون بطءاً في خدمات البيانات بسبب انقطاع في الكابلات البحرية الدولية. فرقنا التقنية تعمل حالياً لمعالجة المسألة”.
تعقيدات عملية الإصلاح
يواجه إصلاح الكابلات البحرية تحديات تقنية ولوجستية كبيرة، حسبما أكد خبراء الاتصالات. ياسر سعيد، مهندس الأنظمة الاستشاري في شركة بالو ألتو للأمن السيبراني، أوضح أن “هناك ثلاث أو أربع شركات فقط في العالم قادرة على إصلاح هذه الكابلات”.
أضاف سعيد أن عملية الإصلاح تتطلب “تقنية عالية جداً لأن الكابلات مدفونة تحت المحيط. تحتاج إلى غواصين متخصصين في الألياف الضوئية يمكنهم النزول إلى أعماق المحيط، وتحديد مكان القطع بالضبط وإصلاحه”. تكلفة الإصلاحات تتراوح بين مليون إلى 3 ملايين دولار.
التوقعات الزمنية للاستعادة
تشير التقديرات إلى أن عملية الإصلاح قد تستغرق من أسبوعين إلى ستة أسابيع، اعتماداً على عوامل متعددة تشمل الموقع والطقس وتوفر السفن المختصة. الدكتور راج أوضح أن “إصلاح هذه الكابلات ليس عملية سريعة. يجب على السفن المتخصصة أن تحدد موقع العطل بالضبط، وترفع الكابل التالف من قاع البحر، وتقوم بوصله واختباره قبل استعادة الخدمة”.
راعد الحازمي، خبير تقنية المعلومات الذي شغل منصب كبير مسؤولي المعلومات في وزارة الصحة للحرس الوطني السعودي، حذر من أن “هذه الحوادث تذكرنا بمدى هشاشة البنية التحتية الرقمية العالمية عندما نعتمد بشكل مفرط على الطرق الخارجية”.