ذاع صيت المصممة المصرية دينا شاكر عالمياً بعد أن اختارت الملكة ليتيثيا، زوجة الملك فيليبي السادس ملك إسبانيا، إطلالة من تصاميمها خلال زيارتها الرسمية للقاهرة في سبتمبر 2025، مما وضعها في دائرة الضوء كواحدة من أبرز المصممين المصريين المعاصرين.
أسست شاكر علامتها التجارية الأولى عام 2000، ولكن بسبب الظروف الاقتصادية التي تلت ثورة 2011 في مصر، توقف المشروع مؤقتاً. لم تيأس شاكر من المحاولة، بل أعادت إطلاق علامتها التجارية عام 2013 تحت اسم “دينا شاكر”، مركزة على رفع مستوى الأسلوب الشخصي من خلال تصاميم فريدة وأنثوية.
الإنجاز التاريخي في أسبوع البرتغال للأزياء
حققت شاكر إنجازاً تاريخياً في عام 2024 عندما أصبحت أول مصممة مصرية تعرض مجموعتها على المنصة الرئيسية لأسبوع البرتغال للأزياء، حيث قدمت مجموعة ربيع/صيف 2024 بعنوان “Rooted” (الجذور). كانت واحدة من عشرة مصممين أفارقة فقط تم اختيارهم لتمثيل القارة في هذا الحدث الدولي المرموق.
نالت المجموعة إشادة كبيرة من الحضور ووسائل الإعلام، حيث تميزت بالخطوط النظيفة والألوان الترابية التي تشمل درجات البيج والرمادي بالإضافة إلى الأبيض والأسود. وصفت المجموعة بأنها “جسدت الأناقة من خلال الأشكال الجريئة والتفاصيل المنقحة، مع التركيز على الألوان الترابية”.
فلسفة دينا شاكر
تُعرف شاكر بأسلوبها في “التفكيك المينيمالي”، حيث تعيد تصور الرموز التراثية الكلاسيكية من خلال سرديات ثقافية مصرية جديدة. تشتهر بتصاميمها التي تعتمد على “كسر الصور النمطية وإعادة تشكيلها بطرق جديدة، بناءً على الكلاسيكيات، بشكل لم يُرَ من قبل”.
تفضل شاكر استخدام الألوان الطبيعية مثل الأبيض والرمادي والبيج لتعزيز تأثير التصميم، وتعمل على إعادة تفسير رموز التراث المصري ودمجها مع لمسات عصرية تناسب الأذواق الحديثة. كما تولي اهتماماً خاصاً بالتفاصيل الدقيقة، مثل جودة المواد والتطريز اليدوي والزخارف المستوحاة من الفن المصري القديم.
الجاكيت الملكي وقصة الاختيار
بدأت قصة الجاكيت الملكي قبل أسابيع من زيارة الملكة الإسبانية لمصر، عندما تلقت شاكر رسالة إلكترونية من مكتب الملكة ليتيثيا تطلب منها مشاركة كتالوج تصاميمها لحدث قادم في مصر. في البداية، اعتقدت شاكر أن الأمر قد يكون مزحة، لكن عندما تحققت من المُرسِل، أدركت أنه حقاً من المكتب الملكي.
عرضت شاكر على الفريق الملكي تصاميم كثيرة من مجموعتها، والملكة نفسها هي من اختارت الجاكيت بالتحديد. الجاكيت مصنوع من الكتان المصري، وهو قماش له جذور مصرية عميقة منذ عهد الفراعنة، حيث كان المصريون القدماء أول من نسج الكتان، والكتان أصلاً نبات ينبت في مصر.

الرمزية الثقافية للتصميم
اختارت شاكر الكتان ليس عشوائياً، بل كان تعبيراً عن الهوية المصرية، حيث استُخدم هذا القماش منذ العصر الفرعوني لملاءمته للمناخ الحار. التصميم استوحي من تاريخ المستكشفين الذين زاروا الأهرامات والأقصر، مما خلق “حواراً بصرياً بين التاريخ والحداثة”.
الجاكيت تميز بالقصة العسكرية المستوحاة من زي السفاري الكلاسيكي الذي كان يرتديه المستكشفون الأجانب في مصر أثناء زياراتهم الأثرية، مع جيوب رباعية منتفخة وخصر محدد وياقة ضيقة، مغلق بزرين من الأمام ومزين بكسرات عند الظهر.