ارتفعت أسعار النفط اليوم الاثنين لأول مرة في 4 جلسات تداولية، مدعومة بتصاعد التوترات الجيوسياسية في أوروبا والشرق الأوسط، رغم مخاوف من زيادة المعروض النفطي وتأثير الرسوم الجمركية على الطلب العالمي.
فقد ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم نوفمبر بنسبة 0.57% إلى 67.06 دولار للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بنسبة 0.77% إلى 63.16 دولار للبرميل، بحسب رويترز.
التوترات الأوروبية تؤجج القلق حول أمن الطاقة
وتلقت أسواق النفط دعماً قوياً من تصاعد التوترات الجيوسياسية، حيث شنت روسيا غارات جوية استهدفت غرب أوكرانيا قرب الحدود مع بولندا خلال نهاية الأسبوع الماضي، مما دفع بولندا وحلفاءها لنشر طائراتهم لضمان سلامة الأجواء البولندية.
وقال مايكل مكارثي، الرئيس التنفيذي لمنصة الاستثمار مومو في أستراليا ونيوزيلندا، إن “التقارير خلال عطلة نهاية الأسبوع عن تهديدات روسية على الحدود البولندية ذكّرت المتعاملين بالمخاطر المستمرة على أمن الطاقة الأوروبي من الشمال الشرقي”.
وجاء هذا التطور بعد أن انتهكت ثلاث طائرات مقاتلة روسية من طراز ميغ-31 المجال الجوي الإستوني لمدة 12 دقيقة يوم الجمعة الماضي، في خرق وصفته السلطات الإستونية بأنه “وقح بشكل غير مسبوق”.
تطورات الشرق الأوسط تزيد من حدة التوترات في أسعار النفط
كما ساهمت التطورات في الشرق الأوسط أيضاً في دعم أسعار النفط، حيث اعترفت أربع دول غربية هي بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال بدولة فلسطين يوم الأحد 21 سبتمبر، في خطوة أثارت غضباً شديداً من إسرائيل.
ووصف حسين الشيخ، نائب الرئيس الفلسطيني، هذا الاعتراف بأنه “يوم تاريخي في حياة الشعب الفلسطيني وحقوقه المشروعة”.
بينما رحبت المملكة العربية السعودية بالاعتراف، مؤكدة أنه “يؤكد على الالتزام الجاد من الدول الصديقة بدعم مسار السلام”.
تأثير السياسة النقدية والرسوم الجمركية على النفط
وتواجه أسعار النفط ضغوطاً من توقعات زيادة المعروض والقلق بشأن تأثير الرسوم الجمركية على الطلب العالمي على الوقود، وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد حث الاتحاد الأوروبي على وقف مشتريات النفط والغاز الروسية.
كما طالب ترامب مؤخراً الاتحاد الأوروبي بفرض رسوم جمركية تصل إلى 100% على الصين والهند للضغط على روسيا لوقف الحرب في أوكرانيا، حيث تعتبر البلدان من المشترين الرئيسيين للنفط الروسي.
وقال مكارثي إن “هناك افتراضات أساسية بشأن توقعات السوق تشمل زيادة المعروض من الولايات المتحدة ومجموعة أوبك+، والآن روسيا، رداً على الانخفاض الكبير في عائدات النفط”.
زيادة صادرات العراق تؤثر على توازن سوق النفط
في تطور منفصل، أعلنت شركة تسويق النفط العراقية “سومو” أن العراق زاد صادراته النفطية بعد إنهاء التخفيض الطوعي للإنتاج ضمن اتفاق أوبك+، مما سيحقق له عائدات إضافية بمئات ملايين الدولارات.
وقال مدير عام الشركة علي نزار الشطري إن “العراق تمكن من زيادة إنتاجه النفطي بمقدار 200 ألف برميل يومياً، أي ما يعادل نحو 6 ملايين برميل شهرياً، مما سيسهم في تحقيق عائدات إضافية تُقدر بمئات الملايين من الدولارات سنوياً”.
وكانت ثماني دول في تحالف أوبك+، بينها العراق، قد وافقت في 7 سبتمبر الجاري على زيادة إنتاجها بواقع 137 ألف برميل يومياً، بدءاً من أكتوبر المقبل، وبحسب وزارة النفط العراقية، بلغ متوسط صادرات البلاد من النفط 3.38 مليون برميل يومياً في أغسطس الماضي.




