تعرضت شبكة السكك الحديدية الأوكرانية منذ مطلع الصيف لهجمات ممنهجة من قبل القوات الروسية، مستهدفةً النقاط الحيوية للبنية التحتية.
ويُؤكّد أوليكساندر بيرتسوفسكي، رئيس شركة السكك الحديدية الأوكرانية «أوكرزاليزنيتسيا»، أنّ الهجمات تصب في هدفين رئيسيين: بثّ الخوف لدى الركاب والإضرار بالوضع الاقتصادي.
روسيا تستخدم طائرات مسيرة لاستهداف محطات التحويل ومحاور القطارات
ويستخدم الجانب الروسي طائرات مسيّرة بعيدة المدى من نوع «شاهد» لاستهداف محطات التحويل الكهربائية ومحاور القطارات.
وقد سجّلت الشركة إضرابَ خمسة أو ستة مراكز رئيسية منذ منتصف الصيف، مع توجيه ضربات شبه يومية لشل حركة القطارات الكهربائية.
الأضرار التي تلحق بالسكك الحديدية جراء الضربات الروسية
وقد أدت الهجمات إلى انقطاع التيار الكهربائي عن خطوط رئيسية، ما اضطرّ إلى استبدال الجرَّارات الكهربائية بمحركات ديزل احتياطية.
وتبلغ فترة التعافي بين ساعة وست ساعات قبل استئناف جدول الرحلات بالكامل.
الضربات الروسية لا تميز بين الشحن العسكري والنقل المدني
وقال أوليكساندر بيرتسوفسكي عبر مقابلة مع «رويترز» إنّ روسيا لا تميّز بين الشحن العسكري والنقل المدني، وإنّ جميع الضحايا البنيوية «تستهدف البنية المدنية بالدرجة الأولى».
وفي ليلة 17 سبتمبر الجاري، شنّت طائرات مسيّرة هجوماً على محطة «لودزوفا» وقُطع التيار عن خطوط متجهة إلى أوديسا ودنيوبر، وأكّد أن لا إصابات بشرية وقعت بفضل التحذيرات المسبقة لموظفي السكك الحديدية، وتسببت الهجمات في تأخير أكثر من 26 رحلة قطار لمسافات طويلة بأكثر من ساعة خلال صباح يوم 17 سبتمبر.
كما عدّلت السلطات الأوكرانية مسارات بعض الرحلات الدولية مع بولندا لضمان وصول الركاب بأمان عبر محطات تشيلم وبرزيميشل.
دوافع استراتيجية وأبعاد اقتصادية جراء استهداف السكك الحديدية الأوكرانية
وأشار وزير البنى التحتية أوليكسي كوليبا إلى أن الهدف من الهجمات هو تعقيد نقل الركاب والبضائع وإلحاق ضغط إضافي على الاقتصاد والمواطنين.
وتواجه «أوكرزاليزنيتسيا» تحدياً مالياً يتمثل في ارتفاع تكاليف تشغيل الجرارات الاحتياطية خمس مرات مقارنة بالكهربائية، ويقدّر البنك الدولي أن نحو 30% من خطوط السكك الحديدية الأوكرانية تحت الإصلاح المستمر بسبب الأضرار.
وتنفي موسكو استهداف البنية المدنية وتعلن أن ضرباتها تستهدف أهدافاً عسكرية فقط، غير أن رواية الجانب الروسي لم تتحقق منها «رويترز» بشكل مستقل.
وتؤكد المعطيات المتوفرة ضرورة تكثيف الدعم الدولي لتعزيز قدرات أوكرانيا الدفاعية ضد استهداف البنى التحتية الحيوية.