افتتحت شركة “تاتا أدفانسد سيستمز ليميتد” الهندية التابعة لمجموعة “تاتا” العملاقة أمس الثلاثاء مصنعاً متطوراً بمدينة برشيد، على بُعد 42 كيلومتراً من الدار البيضاء، لإنتاج المركبات القتالية المدرعة من طراز WhAP 8×8 .
ويعد هذا المشروع الاستراتيجي أول مصنع للمعدات الدفاعية تنشئه شركة هندية خارج حدود بلدها، وأكبر مرفق للتصنيع الدفاعي في المغرب، وفقاً لرويترز.
ودشن المصنع كل من وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ ونظيره المغربي عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بإدارة الدفاع الوطني.
وبحسب وكالة الأنباء المغربية الرسمية فقد باشر المصنع فور افتتاحه إنتاج المركبات القتالية المدرعة من طراز WhAP 8×8، المخصصة لتجهيز القوات المسلحة الملكية، إضافة إلى تلبية احتياجات الأسواق الدولية ذات الإمكانيات الواعدة.
مواصفات تقنية متقدمة للمركبة WhAP 8×8
وتُصنف مركبة WhAP 8×8 كمنصة قتالية برمائية متعددة المهام، طُورت بالتعاون بين شركة “تاتا أدفانسد سيستمز” ومنظمة البحث والتطوير الدفاعية الهندية .
و تتميز هذه المركبة بقدرات تشغيلية استثنائية، حيث تصل سرعتها القصوى إلى 100 كيلومتر في الساعة على الطرق العادية و10 كيلومترات في الساعة في المياه.
يبلغ وزن المركبة ما بين 19 إلى 26 طناً حسب التجهيزات، بطول 7.80 متر وعرض 2.95 متر وارتفاع 2.28 متر، وتعمل بمحرك ديزل من طراز Cummins ISX 600 بقوة 600 حصان، مع نظام نقل أوتوماتيكي بالكامل.
وتضم المركبة طاقماً من ثلاثة أفراد (قائد ومدفعي وسائق) بالإضافة إلى تسعة عسكريين آخرين.
من المتوقع أن ينتج المصنع 100 مركبة قتالية سنوياً
يمتد المصنع على مساحة 20 ألف متر مربع، ومن المتوقع أن ينتج 100 مركبة قتالية سنوياً، وسيبدأ التشغيل بدمج 35% من المكونات المحلية، مع خطط لزيادتها إلى 50% تدريجياً من خلال إشراك الموردين المحليين وتكثيف برامج التكوين.
فيما ستبدأ عمليات التسليم الأولى للجيش المغربي الشهر المقبل، أي في أكتوبر 2025.
ومن الناحية الاقتصادية، سيوفر المشروع 90 وظيفة مباشرة و250 وظيفة غير مباشرة، مما يساهم في تطوير الكفاءات المغربية في تكنولوجيات الدفاع، وقد بلغت قيمة الاستثمار 16 مليون دولار (حوالي 160 مليون درهم مغربي).
تعاون دفاعي متنامٍ بين الرباط ونيودلهي
وتزامن افتتاح المصنع مع توقيع مذكرة تفاهم دفاعية استراتيجية بين المغرب والهند يوم الاثنين، وتشمل الاتفاقية التعاون في مجالات التدريب المشترك والدفاع السيبراني والصحة العسكرية والصناعات الدفاعية.
وتُعد زيارة راجناث سينغ الأولى من نوعها لوزير دفاع هندي إلى المغرب، مما يعكس الأهمية الاستراتيجية المتزايدة للعلاقات الثنائية.
وصرح الوزير الهندي أن “هذا المصنع يفتح فصلاً جديداً في الشراكة الاستراتيجية بين الهند والمغرب”.
ويندرج هذا المشروع ضمن استراتيجية شاملة لتطوير الصناعات الدفاعية المحلية، حيث أقر المغرب في يونيو 2025 تشريعاً لتحفيز الصناعات الدفاعية المحلية بهدف تلبية احتياجات قواته المسلحة وتقليل الاعتماد على الواردات.
وقد خصص المغرب ميزانية دفاعية تاريخية تبلغ 13.4 مليار دولار لعام 2025، مما يضعه في المرتبة الثانية أفريقياً والسابعة والعشرين عالمياً، ويمثل هذا المبلغ حوالي 10% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.
