أكد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، خلال كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثمانين أن بلاده لا تسعى إلى امتلاك أسلحة نووية، وذلك في ظل توترات دولية متصاعدة بشأن الملف النووي الإيراني.
وقال بزشكيان أمام الجمعية العامة: “أعلن مجدداً أمام هذه الجمعية أن إيران لم ولن تسعى أبداً إلى صنع قنبلة نووية. نحن لا نسعى إلى امتلاك أسلحة نووية”.
وأضاف: “هذا ما نؤمن به، بناء على فتوى المرشد الأعلى والسلطات الدينية”. بحسب رويترز.
تصريحات بزشكيان تستبق مهلة حاسمة لإعادة فرض العقوبات الأوروبية
تأتي تصريحات الرئيس الإيراني قبل أيام قليلة من انتهاء مهلة حاسمة وضعتها دول الترويكا الأوروبية (بريطانيا وفرنسا وألمانيا) لإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على إيران.
فقد أطلقت هذه الدول في 28 أغسطس الماضي مهلة مدتها 30 يوماً تنتهي في 27 سبتمبر الجاري، متهمة طهران بعدم الالتزام بالاتفاق النووي المبرم عام 2015.
وعرضت القوى الأوروبية تأجيل إعادة فرض العقوبات لمدة تصل إلى ستة أشهر، بشرط أن تسمح إيران مجدداً بدخول مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وأن تعالج المخاوف المتعلقة بمخزونها من اليورانيوم المخصب، وأن تنخرط في محادثات مباشرة مع الولايات المتحدة.
اتهامات متبادلة بين إيران والترويكا الأوروبية
واتهم بزشكيان “الترويكا الأوروبية” بالتحرك لإعادة فرض العقوبات “بإيعاز من الولايات المتحدة الإيرانية”، مشدداً على أن بلاده تتمسك بحقها في الاستخدام السلمي للطاقة النووية.
كما وصف الهجمات الإسرائيلية والأمريكية الأخيرة على المنشآت النووية الإيرانية في يونيو الماضي بأنها “خيانة عظمى” للدبلوماسية والقانون الدولي.
من جهته، أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، عقب لقائه مع نظيره الإيراني على هامش الجمعية العامة، أن “التوصل إلى اتفاق لتأجيل عودة عقوبات الأمم المتحدة ما زال ممكناً، لكن لم يتبق سوى بضع ساعات أمام إيران لتنفيذ الشروط المقترحة”.
وشدد ماكرون على أن “موقفنا واضح: يجب ألا تصل إيران أبداً إلى القدرة على تصنيع سلاح نووي”.
استمرار الجهود الدبلوماسية
ورغم التوترات المتصاعدة، تستمر الجهود الدبلوماسية لتجنب تفعيل آلية العقوبات، فقد أجرى وزراء خارجية دول الترويكا الأوروبية مباحثات مع نظيرهم الإيراني عباس عراقجي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وأكد بزشكيان في لقائه مع الرئيس الفنلندي أن “إيران لا تنوي صنع أسلحة نووية، وبالتالي لا نمانع الشفافية في هذا الصدد”، مضيفاً أن “الدبلوماسية هي السبيل الوحيد للتغلب على انعدام الثقة” مع الغرب.
تبقى الأيام القادمة حاسمة في تحديد مسار الملف النووي الإيراني، في ظل الجهود المحمومة لتجنب تفعيل آلية العقوبات التي قد تؤدي إلى تصعيد جديد في المنطقة.