تعتزم جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا بدء تنفيذ حزمة من التدابير الأمنية اعتباراً من الأول من أكتوبر المقبل.
جاء ذلك وفقاً لثلاثة مصادر مطلعة تحدثت لوكالة «رويترز»، وأكدت أن هذه الخطوة تمثل مرحلة محورية لتفعيل اتفاق السلام الذي تم التوصل إليه في واشنطن في 27 يونيو الماضي بمبادرة أمريكية مباشرة بحضور الرئيس دونالد ترامب.
الحكومتان الكنغولية والرواندية بدأتا إجراءات تتعلق بانسحاب القوات
وتتضمن الخطة معالجة تهديدات جماعة «قوات تحرير رواندا» (FDLR) المتمركزة داخل شرق الكونغو.
كما تشمل تسهيل انسحاب القوات الرواندية من الأراضي الكونغولية بين 21 و31 أكتوبر، ووفقاً للمصادر، التزمت الحكومتان بإنهاء هذه الإجراءات قبل نهاية العام الجاري.
اتفاق السلام بين الكونغو ورواندا وُقع في واشنطن بحضور ترامب
وفي 27 يونيو الماضي، وقّع وزراء خارجية الكونغو ورواندا اتفاق السلام في واشنطن بحضور الرئيس ترامب، الذي أبدى حرصه على جذب استثمارات غربيّة إلى المنطقة الغنية بمصادر معدنية حيوية كالكوبالت واللّيثيوم والذهب وغيرها.
واتفق الطرفان على تفعيل بنود اتفاق سابق يعود إلى 2024، يقضي بانسحاب رواندا عن الإجراءات الدفاعية خلال 90 يوماً، مقابل إنهاء دعم الكونغو لجماعة FDLR
خلافات بين الجانبين أدت لتأخير تنفيذ الاتفاق
وأوضح خبراء أن التأخر في انطلاق تنفيذ الاتفاق يعود إلى خلافات بشأن ربط انسحاب القوات الرواندية بنزع سلاح جماعة FDLR
فقد أكدت كل من رواندا والكونغو أن تنسيق الجهود يتطلب آليات إشراف مشتركة، أُطلقت أولى اجتماعاتها في واشنطن في 7 و8 أغسطس الماضي، ولم تُسجّل خلالها تقدمات ملموسة.
عُقدت جولة محادثات جديدة في واشنطن في 17 و18 سبتمبر، وأفضت إلى تحديد مواعيد دقيقة لبدء وتيرة العمل على الأرض.
وتشير وثائق داخلية اطلعت عليها «رويترز» إلى أن الجانبين تبادلا معلومات استخباراتية حول مواقع عناصر FDLR، واتفقا على توزيع الأدوار بين قوات الكونغو والجيش الرواندي لإنجاح المهمة.
ملف علاقة رواندا بحركة المتمردين مارش أثار جدلاً واسعاً
وثمة ملف آخر أثار جدلاً واسعاً، وهو علاقة رواندا بحركة المتمردين «مارش 23» (M23). تنفي كيغالي أي دعم حقيقي للحركة، مؤكدة أن تدخلها يقتصر على تأمين الحدود ضد تهديدات مثل FDLR.
غير أن فريق خبراء تابع للأمم المتحدة أصدر تقريراً في يوليو الماضي يفيد بأن رواندا تمارس «إشرافاً فاعلاً» على عناصر M23، وهو ما نفته الحكومة الرواندية بشدة.
في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، شدد رئيس الكونغو، فيليكس تشيسكيدي، على أن «انسحاب القوات الرواندية ووقف أي دعم لحركة M23 هما شرطان لا تفاوض فيهما لتحقيق سلام حقيقي».