قدمت دار ماكس مارا الإيطالية العريقة مجموعة استثنائية لربيع وصيف 2026 تحت عنوان “الروكوكو العصري” في اليوم الثالث من أسبوع الموضة الميلاني، حيث استوحى المدير الإبداعي إيان غريفيثز من شخصية مدام دو بومبادور، ملكة عصر الروكوكو وإحدى أكثر النساء تأثيراً في التاريخ الفرنسي.
مصدر إلهام تاريخي من عالم النساء الاستثنائيات
اختار غريفيثز، الذي يشغل منصب المدير الإبداعي لماكس مارا منذ عام 1987، مدام دو بومبادور كرمز لامرأة صنعت نفسها بنفسها ونجحت في الارتقاء من الطبقة البرجوازية لتصبح العشيقة الرسمية للملك لويس الخامس عشر عام 1745. كانت بومبادور راعية للفنون وقوة فكرية، وقد تميزت بذكائها وحساسيتها الفنية وذوقها الرفيع.
وصف غريفيثز فلسفته قائلاً: “أردت أن أُظهر قليلاً من الإغراء المرح لفرساي، أو على الأقل وهم المرح”. تنتمي بومبادور إلى مجموعة النساء الاستثنائيات اللواتي يستلهمن منهن ماكس مارا، والتي تضم فرانسواز ساغان وصوفي تايوبر-آرب وهيباتيا.
تصاميم تجمع بين البساطة والدراما
انطلقت المجموعة بسلسلة رائعة من المعاطف النحيفة والقمصان المزينة بأكتاف تشبه سحب الشيفون الصغيرة. قدم غريفيثز سترات محبوكة للجسم أو معاطف مطرية بدون ظهر ومزودة بياقات قمعية، بينما جاءت البناطيل بقصات ضيقة تشبه السيجارة لإطالة الصورة الظلية.
تميزت المجموعة بالتفاصيل المبتكرة، حيث ظهرت المعاطف الخندقية مع تيجان مطوية تشبه أوراق الأكانثوس المذهبة، وتنانير أورغانزا مع أزهار استوائية غريبة، وقمم شبكية تردد رمزية المخلوقات المائية. كل هذه العناصر كانت مثبتة بخياطة حادة وأحزمة تشبه الأربطة وإكسسوارات عملية.
ألوان وأقمشة مستوحاة من الملكة الفرنسية
اعتمدت المجموعة على لوحة ألوان خفيفة ومتطايرة مستوحاة من الألوان التي فضلتها ملكة الروكوكو، مع درجات الجمل والبيج والألوان المحايدة الهادئة، مع لمسات من الألوان الباستيل والطبعات البحرية الزهرية. لم تتضمن المجموعة أي طبعات، بل ركزت على الأشكال المنحنية للطبيعة التي كانت محور إلهام عصر الروكوكو.
استخدم غريفيثز الأورغانزا والشبك التقني لخلق أحجام ناعمة تعزز الأكتاف والوركين بتأثير كشكشة متدفقة، بينما تم تقطيع الأورغانزا على شكل أوراق وخياطتها في تنانير وسترات متطايرة.

أناقة عملية تلبي احتياجات العصر
علق غريفيثز على فلسفة المجموعة قائلاً: “موضوع ماكس مارا هذا الموسم هو الخفة والقوة، والتقلبات واللعب. اللعب بالقوة. أعتقد أن الجميع يبحثون عن قليل من الهروب والشعر في ملابسهم الآن”. وأوضح أن سعيه وراء الخفة كان رداً على ارتفاع درجات الحرارة العالمية والتوترات.
حافظت المجموعة على الألوان التجارية لماكس مارا من الجمل والأسود الأحاديين، مع طبعة واحدة فقط تظهر صور باهتة لأصداف وشعاب الروكوكو. تم تثبيت كل هذه العناصر المتدفقة بإكسسوارات حادة ومحددة: أحزمة جلدية سوداء وأحذية وحقائب تعكس دقة وبراعة امرأة عرفت كيف تحول الرقي إلى سلاح قوة.
