سوريا وإسرائيل قاربتا التوصل إلى اتفاق أمني بوساطة أمريكية، بعد جولات محادثات مكثفة تمّت في باكو وباريس ولندن وتسارعت قبيل جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا الأسبوع. الاتفاق كان يهدف لإنشاء منطقة منزوعة السلاح جنوب سوريا تشمل محافظة السويداء، التي شهدت عنفاً طائفياً أودى بحياة مئات المدنيين من طائفة الدروز في يوليو الماضي.
نقاط الخلاف الحالية
واجهت المحادثات عقبة كبيرة في اللحظة الأخيرة نتيجة مطالبة إسرائيل بفتح ممر إنساني بري إلى السويداء لإيصال المساعدات وحماية الدروز. ترى دمشق هذا الطلب انتهاكاً للسيادة السورية ورفضت في وقت سابق أي ترتيبات تسمح بذلك. إعادة إسرائيل تقديم هذا الشرط مؤخراً أعاقت إعلان اتفاق هذا الأسبوع بحسب مصادر سورية وأمريكية مطلعة.
مضمون الاتفاق المقترح بين سوريا وإسرائيل
- وقف إسرائيل الهجمات العسكرية على الأراضي السورية
- انسحاب الجيش السوري ومعداته الثقيلة إلى مشارف دمشق ومنع نقل آليات وطائرات قرب الحدود
- تقسيم المنطقة جنوب غرب دمشق إلى مناطق أمنية منزوعة السلاح بدرجات تسليح متفاوتة
- منع الطيران السوري في المنطقة المقترحة
- ضمانات أمريكية ورقابة دولية مباشرة
- تسهيلات إسرائيلية محدودة تتعلق بجبل الشيخ وتل الحارة
تسعى دمشق بالمقابل للعودة لاتفاقية فض الاشتباك 1974، مع ضمان انسحاب إسرائيل من الأراضي المحتلة والحفاظ على سيادة سوريا ووحدة أراضيها.
مواقف الأطراف ومصالحهم
إسرائيل تصرّ على حماية الدروز في سوريا وتعتبرهم امتداداً لأقلية مهمة في الداخل الإسرائيلي، بينما تضغط الولايات المتحدة كشريك ضامن ووسيط لتحقيق خفض تصعيد وحلول دائمة تنال قبول وتطبيق فعلي. الرئيس السوري أحمد الشرع كان واضحاً في أنه يخشى تعطيل إسرائيل لأي اتفاق، وطالب بضمان عدم انتهاك سوريا وسيادتها في ترتيبات ما بعد الاتفاق.
التحديات والتوقعات
- التحدي الأساسي هو ضمان التزام الطرفين وإنجاز آلية تنفيذية عملية للاتفاق تمنع تكرار خروقات الماضي
- يظل ملف العلاقات الحساسة بين النظام السوري الجديد وإسرائيل عقدة الشك الأكبر، خاصة مع ضعف الثقة المتبادلة وذكريات الصراع الطويل
- لا تزال المفاوضات معلقة حالياً مع غياب لقاءات جديدة منذ الأسبوع الماضي
يشير فشل الاتفاق هذا الأسبوع إلى عمق التوترات وجسامة التنازلات المطلوبة، ولكن يبقى وجود اتفاق أمني محتمل بين دمشق وتل أبيب خطوة غير مسبوقة قد تعيد تشكيل المعادلات الإقليمية في حال التوصل إليه مستقبلاً.