دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى عقد لقاء وطني عاجل لصياغة موقف فلسطيني موحد من الخطة الأمريكية التي أعلنها الرئيس دونالد ترامب لإنهاء الحرب في قطاع غزة.
جاءت هذه الدعوة في بيان صدر اليوم الخميس ، وسط رفض واسع من الفصائل الفلسطينية لخطة ترامب المكونة من 20 نقطة.
الجبهة الشعبية تؤكد أولوية وقف المحرقة
أكدت الجبهة الشعبية أن الأولوية الرئيسية الأولى هي وقف المحرقة التي يتعرض لها الشعب في قطاع غزة، الذي قدم ولا يزال تضحيات هائلة دفاعاً عن وطنه وأرضه وهويته.
وشددت الجبهة على أن الشعب الفلسطيني يواجه مسؤولية تاريخية تستدعي بشكل سريع وعاجل موقفاً موحداً من كل الهم الوطني الفلسطيني.
وأوضحت الجبهة أنها تعمل على التشاور مع كل المكونات والقوى الوطنية من أجل عقد لقاء وطني عاجل لإصدار موقف وطني جماعي، دون تفرد من أي طرف أو تهرب أي طرف من مسؤولياته.
وأكدت على ضرورة تكاتف الجميع فلسطينياً وعربياً وأممياً لوقف المحرقة وضمان الانسحاب وإعادة الإعمار.
أبو علي: الخطة “وصفة لإدارة الحرب وليس لإنهائها”
وقال عضو اللجنة المركزية العامة للجبهة الشعبية أبو علي حسن إن الخطة “وصفة لإدارة الحرب وليس لإنهائها”، مؤكداً أنها “تضرب الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية وتمثل محاولة بائسة لفصل قطاع غزة عن الكيانية والجغرافيا السياسية الفلسطينية”.
وأضاف حسن أن الخطة “تقوض حق تقرير المصير وتدفع الشعب الفلسطيني نحو وصاية دولية، بما يعني تكريس الاستعمار بوجوه جديدة”، معتبراً إياها “أُعدت لإنقاذ الاحتلال الذي فشل طوال عامين من الحرب في تحقيق أهدافه السياسية والعسكرية”.
مواقف الفصائل الأخرى من خطة ترامب
رأت الجبهة الشعبية – القيادة العامة أن وقف حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل بدعم أمريكي هو أولوية وطنية، لكنها اعتبرت أن ما حملته خطة ترامب “برنامج أمني سياسي متكامل يحقق لنتنياهو أهدافه السياسية ويفرض صيغة استسلام على المقاومة وشعبنا”.
من جهته، قال الأمين العام للجان المقاومة أيمن الششنية إن الخطة الأمريكية “تبنٍ كامل لمطالب إسرائيل” وتهدف إلى “هندسة قطاع غزة وفق مفهوم استعماري استثماري أمني”.
وأضاف أن الخطة “ترمي إلى إنهاء المقاومة المسلحة بالكامل تحت إشراف دولي وتكريس الانقسام بفصل غزة عن الضفة الغربية”.
واعتبر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية أركان بدر أن خطة ترامب “تستهدف بشكل مباشر منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية والقرار الفلسطيني المستقل بضغوط ومطالب إسرائيلية”.
ودعا إلى عقد اجتماع فوري للإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير لمواجهة هذا “الخطر الوجودي”.
الدعوة الفلسطينية للوحدة الوطنية
ودعت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إلى “حوار وطني شامل للتشاور حول خطة ترامب ورسم موقف فلسطيني موحد منها”.
كما شدد عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني خالد منصور على أن “مصير الشعب الفلسطيني برمته على المحك”، داعياً إلى “وحدة وطنية شاملة وتشكيل حكومة توافق وطني لمواجهة الخطة”.
وأكدت الجبهة الشعبية أن عقد الاجتماع الوطني أصبح ضرورة مُلحة للوصول إلى قرار وطني موحد بخصوص المقترح الأمريكي وما تتضمنه بعض بنوده من مخاطر سياسية ووجودية.
وشددت على أهمية تفويت الفرصة على أي محاولة لفرض وقائع جديدة على الأرض أو إعادة صياغة المشهد بما يتعارض مع الحقوق الوطنية الثابتة.