تبذل نانسي أبو مطرود، الأم الفلسطينية البالغة من العمر 22 عاماً، جهوداً مضنية لإنقاذ ابنتها الوحيدة المتبقية معها، بعد أن فقدت ثلاثة من أطفالها خلال الحرب المستمرة في قطاع غزة.
وتعيش نانسي مأساة مزدوجة تتمثل في فقدان توأمها حديثي الولادة وفي الوقت ذاته في كفاحها لعلاج ابنتها عطرة البالغة من العمر عامين والمصابة بالسرطان، وفقاً لرويترز.
مأساة الولادة المبكرة لنانسي ووفاة التوأم
كانت نانسي في شهرها السادس من الحمل بتوأم عندما اضطرت للهروب من القصف الإسرائيلي على مدينة غزة الشهر الماضي.
وقطعت رحلة مضنية لمدة ثلاثة أيام سيراً على الأقدام مع زوجها فرج الغلاييني البالغ من العمر 53 عاماً وابنتهما عطرة، حتى وصلوا إلى منطقة النويري في وسط قطاع غزة.
بعد الوصول إلى منطقة النويري، شعرت نانسي بآلام المخاض ووضعت التوأم قبل أوانهما بشكل مبكر. توفي أحد التوأمين في مستشفى العودة في النصيرات القريبة، بينما نُقل الطفل الثاني إلى قسم الأطفال حديثي الولادة في مستشفى شهداء الأقصى.
قال خليل الدقران، المتحدث باسم المستشفى، إن الطفل الثاني لحق بتوأمه ومات بعد يومين.
اليونسيف: لا توجد حاضنات وأجهزة تنفس صناعي كافية لإنقاذ حياة الأطفال
يعتبر الأطفال الخدج أكثر عرضة لويلات الحرب في غزة، حيث أشار جوناثان كريكس، المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) في الأراضي الفلسطينية، إلى عدم وجود حاضنات وأجهزة تنفس صناعي كافية لإنقاذ حياتهم.
وقال كريكس “هناك زيادة في عدد الأطفال الذين يولدون قبل أوانهم، الحاضنات التي توفر بيئة آمنة للأطفال وأجهزة التنفس الصناعي التي تساعد على نمو رئتيهم، كل هذه المعدات غير متوفرة بكميات كافية اليوم في قطاع غزة”.
كفاح نانسي من أجل علاج الابنة المريضة
وتواجه نانسي الآن تحدياً آخر يتمثل في علاج ابنتها عطرة المصابة بالسرطان والبالغة من العمر عامين.
وقد حُرمت الطفلة مؤخراً من الرعاية الطبية الضرورية بعد إغلاق مستشفى الأطفال الذي كانت تتلقى فيه العلاج الشهر الماضي خلال الهجوم الإسرائيلي الأخير على مدينة غزة.
وتقول نانسي بألم “نحن فقط نطلب مأوى، لا أريد أن أخسر البنت التي بقيت معي”، بينما يقول الغلاييني والد الطفلة “ربنا رزقني ببنت عمرها سنتين وكنت أستنى التوأم”.
مصير طفلة نانسي مجهول في ظل انهيار النظام الصحي
لا يعرف الوالدان كيف سيكون مصير ابنتهما ذات الشعر المجعد، الجالسة على بطانية على جانب الطريق مرتدية قميصاً مخططاً متسخاً وتلعب بدمية من القماش.
ويعبر الغلاييني عن حزنه قائلاً “نحن ما ذنبنا في هذه الأشياء، ما ذنب الأطفال، زوجتي ولدت أول أمس مات طفل لأن العيشة التي نعيشها في الشارع، ولا أحد يداوينا ولا أحد من الشعوب ولا أحد منا وفينا، كله يلا نفسي”.