في مقابلة حصرية مع منصة “لنا” على هامش معرض GITEX 2025، تحدثت “ريما سمعان”، مديرة البيانات والذكاء الاصطناعي لدى “مايكروسوفت الخليج”، عن أحدث ما تقدمه الشركة من حلول مبتكرة في الذكاء الاصطناعي، وعن الدور المتنامي للإمارات في بناء مستقبل هذه التقنية على أسس المسؤولية والأمان.
استهلت سمعان حديثها قائلة إن هذا العام يمثل بالنسبة لمايكروسوفت ما يمكن تسميته بـ “السنة الثالثة من الذكاء الاصطناعي”، حيث انتقلنا من مرحلة التجربة والاكتشاف إلى مرحلة الذكاء الاصطناعي السائد والمُدمج في بيئة العمل اليومية.
وأضافت: “ما نعرضه هذا العام هو مجموعة من الحلول الجديدة التي نُطلق عليها ’الذكاء الاصطناعي التعاوني‘، وهي أنظمة تعمل إلى جانب الإنسان وليس بدلاً عنه، لتوسيع قدراته وتحسين إنتاجيته داخل المؤسسات.”
وأوضحت أن الجناح الرئيسي لمايكروسوفت في جيتكس يتمحور حول فكرة “العميل-المساعد”، أو ما يُعرف بـ Co-pilot Agents، حيث يعمل الذكاء الاصطناعي كعضو فعّال ضمن فريق العمل، يساعد الموظفين والقادة على اتخاذ قرارات أسرع وأكثر دقة.
وقالت: “تخيل أن لديك فريقًا من المساعدين الذكيين القادرين على التحليل، وتبسيط المهام، وتقديم اقتراحات استراتيجية بناءً على البيانات، بحيث يتحول الذكاء الاصطناعي من أداة تقنية إلى زميل عمل فعلي.”
وحول أهمية التعاون والشراكات، أكدت سمعان أن التعاون بالنسبة لمايكروسوفت يمثل جوهر نجاحها في المنطقة.
وأضافت: “نحن فخورون بإطلاق خدمة Co-pilot محليًا في الإمارات ابتداءً من يناير المقبل، وهو إنجاز يعكس التزامنا العميق تجاه الدولة من خلال الاستثمار في البنية التحتية والمعالجة المحلية للبيانات.”
كما أشارت إلى أن مايكروسوفت استثمرت في مراكز بيانات ضخمة في دبي وأبوظبي، تتيح للشركات والمؤسسات الحكومية الاستفادة من حلول الذكاء الاصطناعي بأمان وكفاءة.
وتابعت: “نحن نتعاون بشكل استراتيجي مع شركاء محليين مثل مجموعة G42 لتطوير حلول سيادية تحفظ خصوصية البيانات وتخدم القطاعات الحكومية والمالية والطبية. الإمارات اليوم ليست فقط مستخدمًا للتقنيات الحديثة، بل أصبحت مصدرًا للحلول التي يتم تصديرها للعالم.”
وفيما يتعلق بمفهوم الذكاء الاصطناعي المسؤول، شددت سمعان على أن هذه الركيزة تمثل أولوية قصوى لمايكروسوفت.
وقالت: “نحن نؤمن أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون آمناً وشفافاً في الوقت نفسه. ولهذا أطلقنا مركزاً متخصصاً في أبوظبي للابتكار في الذكاء الاصطناعي المسؤول، بالتعاون مع G42 وFor AI، لتطوير تقنيات تضمن الحوكمة والشفافية في كل مراحل التطوير والتطبيق.”
وأضافت أن الشركة تعمل بتنسيق مستمر مع الجهات التنظيمية في المنطقة لوضع أطر تشريعية “تشجع الابتكار وتضع في الوقت نفسه الضوابط اللازمة لحماية المستخدمين والبيانات.”
وفي حديثها عن التطبيقات العملية للذكاء الاصطناعي في الإمارات، استعرضت “سمعان” عدداً من أبرز المشاريع التي تُجسد هذا التحول:
“نعمل مع دائرة الصحة في أبوظبي على أنظمة ذكية لدعم الأطباء والممرضين، ومع بنك رأس الخيمة على أتمتة عمليات التحقق من بيانات العملاء، مما رفع الكفاءة بنسبة تجاوزت 40%، إضافة إلى مشاريع في هيئة كهرباء ومياه دبي (ديوا) ومجال الخدمات الحكومية التي تهدف إلى جعل الذكاء الاصطناعي جزءاً من تجربة المواطن اليومية.”
واختتمت حديثها قائلة:
“ما نراه اليوم في الإمارات هو مستقبل الذكاء الاصطناعي العالمي. بيئة تشجع التجريب، وتدعم الحوكمة المسؤولة، وتربط بين الإنسان والتقنية في علاقة قائمة على الثقة والتمكين. نحن في مايكروسوفت نؤمن أن الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون ’مدعوماً بالبشر، وموجهاً لخدمتهم‘.”