أعلن الجيش الإسرائيلي استئناف وقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد هجوم أدى إلى مقتل جنديين إسرائيليين، وأعقبه قصف جوي مكثف أسفر عن مقتل 26 شخصاً في القطاع، في أكبر اختبار للهدنة التي توسطت فيها الولايات المتحدة هذا الشهر.
وقال مصدر أمني إسرائيلي إن المساعدات إلى القطاع ستُستأنف غداً عقب ضغوط أمريكية، بعد أن علقت إسرائيل دخول الإمدادات رداً على ما وصفته بانتهاك “صارخ” للهدنة من جانب حركة حماس.
تصاعد التوتر رغم وقف إطلاق النار
ووفقاً لمسؤولين صحيين وسكان في غزة، فإن الغارات الجوية الإسرائيلية ونيران الدبابات استهدفت عدة مناطق، ما تسبب في مقتل 26 شخصاً بينهم امرأة واحدة على الأقل. وأوضح الجيش الإسرائيلي أنه قصف أهدافاً تابعة لحماس، منها نفق ومستودعات أسلحة، إضافة إلى قادة ميدانيين ومسلحين، بعد إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على قواته.
وذكر السكان أن إحدى الضربات استهدفت مدرسة كانت تؤوي نازحين في منطقة النصيرات. من جانبها، أكدت كتائب القسام التزامها الكامل بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في جميع مناطق غزة، مشيرة إلى انقطاع الاتصال مع بعض مجموعاتها في رفح منذ تجدد الحرب في مارس الماضي.
ضغوط أمريكية ومخاوف من انهيار الهدنة
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه أمر الجيش بالرد بقوة على انتهاكات حماس للهدنة. فيما أكد مسؤولون أمنيون أن المساعدات ستُستأنف قريباً بضغط أمريكي، رغم تعليقها مؤقتاً عقب تصاعد العنف.
وتخشى العائلات الفلسطينية في مخيم النصيرات وخان يونس من انهيار الهدنة، حيث سارعت إلى شراء المستلزمات الضرورية أو مغادرة منازلها. وتعيد الغارات الأخيرة للأذهان الهجمات الإسرائيلية التي أعقبت انتهاكات مشابهة لاتفاقات سابقة لوقف إطلاق النار، وذلك وفقًا لوكالة رويترز.
تحديات تواجه استمرار وقف إطلاق النار
دخل وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 11 أكتوبر، منهياً حرباً استمرت عامين، لكن تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحماس بشأن الانتهاكات ما زال مستمراً. وأكد وزير الدفاع الإسرائيلي أن “الخط الأصفر” الذي انسحبت إليه القوات سيُحدد بعلامات واضحة، وأن أي خرق سيُواجَه بإطلاق النار.
بدورها، اتهمت حماس إسرائيل بارتكاب سلسلة من الانتهاكات التي أدت إلى مقتل 46 شخصاً ومنع وصول الإمدادات الأساسية. ولا يزال معبر رفح مغلقاً بانتظار التزامات حماس، بينما تقول الحركة إنها تحتاج إلى معدات خاصة لانتشال جثث الرهائن من تحت الأنقاض.
وتؤكد الأمم المتحدة أن القطاع بحاجة إلى مزيد من المساعدات الإنسانية، في وقت لم تُحسم فيه قضايا محورية تتعلق بنزع سلاح حماس وإدارة غزة المستقبلية، إضافة إلى الجهود الدولية لتشكيل قوة استقرار وتمهيد الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية.