قال مسؤول في منظمة “هيومانيتي اند إنكلوجن” للإغاثة إن تطهير غزة من الذخائر غير المنفجرة سيستغرق على الأرجح ما بين 20 و30 عاما، واصفا القطاع بأنه “حقل ألغام مفتوح”
أدلى بهذا التقييم نيك أور، خبير التخلص من الذخائر المتفجرة في منظمة “هيومانيتي آند إنكلوجن”.
حيث قارن أور الوضع الحالي في غزة بحال المدن البريطانية بعد الحرب العالمية الثانية، وأوضح أن “التطهير السطحي” الذي يقصد به إزالة الذخائر المرئية على السطح أمر “يمكن تحقيقه في غضون جيل واحد”.
وقال أور: “إذا كنا نتحدث عن تطهير كامل، فلن يحدث ذلك أبداً، إنها تحت الأرض”، وأضاف: “سنعثر عليها لأجيال قادمة”، مشيراً إلى أن المهمة ستكون “مجرد جهد ضئيل جداً” يعالج “مشكلة كبيرة جداً”.
المقياس الهائل للتلوث بالذخائر
قدرت منظمة “هاندي كاب إنترناشيونال” (Handicap International) المتخصصة في إزالة الألغام أن حوالي 70 ألف طن من المتفجرات ألقيت على غزة منذ بدء الحرب، وقالت آن كلير يايش، مديرة المنظمة للأراضي الفلسطينية، إن “المخاطر ضخمة جداً”.
وأقرت خدمة الأمم المتحدة للإجراءات المتعلقة بالألغام (UNMAS) أنها قدرت في يناير الماضي أن “5 إلى 10 بالمئة” من الذخائر التي أطلقت على غزة لم تنفجر، ووفقاً لهذا التقدير، قد يكون هناك آلاف من الذخائر غير المنفجرة المتناثرة في القطاع.
ووثقت UNMAS حتى الآن حوالي 560 عنصراً من الذخائر المتفجرة غير المنفجرة في المناطق التي تمكنت من الوصول إليها.
ولم تتمكن UNMAS من الحصول على صورة شاملة عن الخطر بسبب القيود التي فرضت على عملياتها خلال عامي الحرب الماضيين.
وقال لوك ديفيد إيرفينج، رئيس UNMAS في الأراضي الفلسطينية المحتلة: “لن نعرف المدى الكامل للتلوث حتى يتم إجراء مسح شامل”.
الضحايا والإصابات المتزايدة للذخائر غير المنفجرة
وسجلت UNMAS 328 حالة من الإصابات والوفيات بسبب الذخائر غير المنفجرة منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر 2023.
وأشارت المنظمة الأممية إلى أن هذا العدد “أقل بكثير من الحقيقي”، وقالت إن “عدداً أكبر بكثير من الأشخاص تعرضوا لإصابات أو فقدوا حياتهم” بسبب الذخائر المتناثرة في القطاع.
ووثقت قاعدة بيانات الأمم المتحدة أكثر من 53 شخصاً قتلوا وجرح مئات آخرون بسبب مخلفات الحرب من الذخائر المتفجرة.
وأشارت منظمات الإغاثة إلى أن هذا الرقم يقلل بكثير من العدد الفعلي للضحايا، ففي الأسابيع الأخيرة، تعرض خمسة أطفال للإصابة بسبب الذخائر، اثنان منهم بحالة حرجة.
وذكر نيك أور أنه “يخسر يومياً شخصين من جراء الذخائر غير المنفجرة”، وقال إن معظم الضحايا أطفال لا يذهبون للمدارس ويبحثون عما يفعلونه، مضيفاً بقوله: “يجدون شيئاً غريباً، يلعبون به، وهذه النهاية”.




