وصل رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، إلى العاصمة التركية أنقرة، في زيارة رسمية تهدف إلى بحث تعزيز التعاون الدفاعي بين بريطانيا وتركيا.
وتأتي الزيارة في ظل مفاوضات مكثفة حول صفقة محتملة لبيع أربعين طائرة مقاتلة “يوروفايتر تايفون” إلى القوات الجوية التركية، في إطار جهود أنقرة لتحديث أسطولها ودعم قدراتها الدفاعية.
وأكدت مصادر رسمية من مكتب الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان ناقش مع ستارمر جميع الجوانب الفنية والمالية المتعلقة بالصفقة، حيث أبدى الطرفان رغبة واضحة في تسريع إجراءات التوقيع النهائي.
وتعزز هذا التوافق مع تخفيف ألمانيا لقيودها السابقة على تصدير الطائرات إلى تركيا، إذ أظهرت الحكومة الألمانية الجديدة موقفاً إيجابياً، بحسب تصريحات المستشار الألماني خلال لقاءاته الدبلوماسية الأخيرة.
الصفقة التركية تشمل توريد “يوروفايتر”، وبالأخص النسخة “ترانش 4”
ومن المتوقع أن تبلغ قيمة الصفقة مليارات الدولارات، وأن تشمل توريد طائرات من آخر طرازات “يوروفايتر”، وبالأخص النسخة “ترانش 4” المزودة بأنظمة إلكترونية متطورة.
بالإضافة إلى بعض الطائرات المستعملة من قطر لتحقيق سرعة في التسليم وتلبية الحاجة الملحة لسلاح الجو التركي.
وتأتي هذه الخطوة في ظل خروج تركيا من برنامج “إف-35” الأميركي، وتباطؤ تسليم مقاتلات “إف-16″، ما دفع أنقرة إلى تنويع مصادر تسليحها وتعميق الشراكة الاستراتيجية مع بريطانيا ودول أوروبية أخرى.
الاتفاق بين لندن وأنقرة يشكل نقلة نوعية في العلاقات الثنائية الدفاعية
وأوضح بيان صادر عن وزارة الدفاع التركية، عقب الاجتماع، أن توقيع الاتفاق بين لندن وأنقرة يشكل نقلة نوعية في العلاقات الثنائية الدفاعية، ويعزز التعاون المتنامي بين البلدين داخل حلف الناتو، خاصة في ظل التحديات الإقليمية والاضطرابات الأمنية التي تشهدها المنطقة.
كما يتطلّع الطرفان إلى استكمال إجراءات التفتيش واختبار الطائرات خلال الأشهر القادمة، تمهيدًا لبدء عمليات التسليم في عام 2026.
وتحظى المقاتلة الأوروبية “يوروفايتر تايفون” بسمعة ممتازة في مجال القتال الجوي، وتتميز بقدراتها التقنية المتطورة وتفوقها في تنفيذ المهام الهجومية والدفاعية.
صفقة توريد الطائرات إلى تركيا تعد أكبر خطوة في تاريخ التعاون الدفاعي بين البلدين
وتعد صفقة توريد هذه الطائرات إلى تركيا أكبر خطوة في تاريخ التعاون الدفاعي بين البلدين في العقد الأخير، حيث كانت بريطانيا قد سمّت تركيا “شريكًا رئيسيًا” في استراتيجيتها الأمنية لعام 2025.
وتأتي زيارة ستارمر لأنقرة عقب لقاء تم بينه وبين أردوغان على هامش قمة شرم الشيخ للسلام، ما يعكس اهتمامًا متزايدًا من الجانبين بتعزيز العلاقات بعد تجاوز العديد من العقبات السياسية والفنية.
وأكّد مسؤولون أتراك أن هذه الخطوة ستساهم في تقوية أسطول الطيران التركي، وتضمن الاستجابة السريعة لأي تحديات إقليمية، مع الحفاظ على توازن القوى في منطقة شرق المتوسط وعبر حلف شمال الأطلسي.




