آنا وينتور واللحظة التاريخية: بعد أكثر من ثلاثة عقود على رأس مجلة “فوغ” الأميركية، أعلنت وينتور تنحّيها عن منصبها كرئيسة تحرير المجلة، في خطوة تفاجأ بها الوسط الإعلامي وعالم الموضة.
تعد آنا وينتور، المولودة في بريطانيا، واحدة من أبرز الشخصيات المؤثرة في صناعة الموضة العالمية. تولّت رئاسة تحرير “فوغ” الأميركية منذ عام 1988، وغيّرت وجه المجلة إلى الأبد. جعلت منها مرجعًا عالميًا في الأناقة والثقافة والذوق.
صباح أمس الخميس، أبلغت آنا فريق “فوغ” أن المجلة ستبدأ البحث عن “رئيس تحرير محتوى” جديد. هذا الدور سيكون مسؤولًا عن إدارة العمليات اليومية للمجلة على جميع المنصات. القرار لا يعني مغادرة وينتور بالكامل، بل إعادة توزيع الأدوار.

ماذا ستفعل آنا وينتور الآن؟
ستبقى آنا في مناصبها العليا داخل شركة “كوندي ناست”، بصفتها المديرة العالمية للتحرير، والرئيسة التنفيذية للمحتوى في الشركة التي تضم مجموعة كبيرة من المجلات. كما ستواصل إشرافها على فعاليات بارزة مثل “ميت غالا” و”فوغ وورلد”، وستحتفظ بلقب “محرّرة التنس والمسرح” في المجلة، كما أكدت مازحة في خطابها.
وقد قالت آنا وينتور في لقائها مع فريق التحرير: “أي شخص يعمل في المجال الإبداعي يعلم أهمية التطوّر المستمر.” وأكدت أنها تجد متعتها الآن في دعم الجيل الجديد من المحررين، وتشجيعهم على تقديم أفكارهم وتصوراتهم لمستقبل الإعلام.
من سيخلفها؟
حتى الآن، لم يتم الإعلان عن الاسم الجديد الذي سيتولى قيادة تحرير “فوغ” الأميركية. لكن المؤكد أن الشخص الجديد سيعمل تحت إشراف آنا المباشر، كما هو الحال في جميع نسخ “فوغ” حول العالم.
تأثير آنا وينتور على “فوغ”
قبل وصولها، كانت المجلة تركّز على الأسماء الكبيرة فقط. لكن مع وينتور، ظهر دم جديد. أعطت مساحة لعارضات شابات ومصممين ناشئين. مزجت بين الملابس الراقية والقطع اليومية. صنعت لغة جديدة في الموضة.
وتعد شخصية “ميرندا بريستلي” في فيلم “The Devil Wears Prada” مستوحاة منها. حتى نظاراتها السوداء أصبحت رمزًا. قالت في مقابلة إنها ليست مجرد إكسسوار، بل “أداة للرؤية… ولعدم الرؤية أيضًا”.
التكريمات
حصلت آنا وينتور على لقب “دام” من الملكة إليزابيث الثانية عام 2017. وفي 2024، نالت وسام “Companion of Honour” من الملك تشارلز. وسُئلت مؤخرًا إن كانت تفكر في التقاعد، فأجابت: “قطعًا لا”. تنحّي وينتور عن هذا المنصب لا يعني نهاية نفوذها، بل بداية فصل جديد. مجلة “فوغ” في طور تحوّل جديد. عالم الموضة ينتظر، بتشوّق، من سيقود السفينة من بعدها، وكيف سيتغير المشهد التحريري في عصر السرعة والرقمنة.