أظهرت دراسة حديثة نشرت في مجلة The New England Journal of Medicine (NEJM) قبل أسبوعين نتائج واعدة حول جهاز طبي مبتكر يعتمد على الذكاء الاصطناعي، إذ استطاع تحقيق تقدم ملحوظ في علاج نوع من العمى المرتبط بأمراض الشبكية التنكسية، وأبرزها التنكس البقعي المرتبط بالعمر الذي يصيب كبار السن ويؤدي لفقدان الرؤية المركزية.
تتمثل تقنية الجهاز في زرع رقاقة إلكترونية متناهية الصغر داخل شبكية العين، تكون متصلة خارجياً بكاميرا رقمية عالية الدقة تُركب على النظارات، بحيث ترصد الكاميرا المشاهد وتنقل بيانات الصورة باستعمال إشارات ضوئية خاصة تُحلل فورياً عبر معالج خارجي مدعوم بخوارزميات ذكاء اصطناعي متقدمة. يتولى المعالج تحويل الإشارات البصرية إلى نبضات عصبية كهربائية تناسب الخلايا العصبية المتبقية في الشبكية، ما يمكّن المرضى من تمييز الحروف والأجسام وممارسة مهارات القراءة.
وبحسب نتائج الدراسة السريرية، نجح 84% من المرضى المشاركين في استعادة القدرة على القراءة والتعرف على محيطهم، بعد سنوات من فقدان البصر شبه الكامل. جودة الرؤية الناتجة تعتمد على إجراءات إعادة التأهيل وبرامج تدريب الدماغ على تفسير الإشارات الجديدة، مع تحقيق نتائج آمنة وغياب اختلاطات جانبية خطيرة لدى غالبية المشاركين.
تؤكد الدراسة أن الجهاز ينقل طب العيون خطوات واسعة لمسار تطوير علاجات الذكاء الاصطناعي، ويوفر أملاً حقيقياً لمرضى فقدان البصر في استعادة قدراتهم البصرية وتحسين جودة حياتهم اليومية بشكل ملموس.




